| في العقل والذكاء والحمق | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
هيام عضو ذهبي
مشآرگاتيَ » : 1963 نقآطيَ » : 88139 تآريخ التسجيــل : 22/06/2008
| موضوع: في العقل والذكاء والحمق الأربعاء مايو 20, 2009 2:46 am | |
| [size=24]
[size=16]في العقل والذكاء والحمق
نص الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز ومنزل خطابه الوجيز على شرف العقل، وقد ضرب الله سبحانه وتعالى الأمثال وأوضحها، وبين بدائع مصنوعاته وشرحها، فقال تعالى : "وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" النحل 12. . واعلم أن العقل ينقسم إلى قسمين:
قسم لا يقبل الزيادة والنقصان، وقسم يقبلهما. فأما الأول فهو العقل الغريزي المشترك بين العقلاء.
وأما الثاني فهو العقل التجريبي وهومكتسب، وتحصل زيادته بكثرة التجارب والوقائع، وباعتبار هذه الحالة يقال إن الشيخ أكمل عقلاً وأتم دراية، وإن صاحب التجارب أكثر فهماً وأرجح معرفة ، ولهذا قيل: من بيضت الحوادث سواد لمته، وأخلقت التجارب لباس جدته، وأراه الله تعالى لكثرة ممارسته، تصاريف أقداره وأقضيته. كان جديراً برزانة العقل ورجاحة الدراية، وقد يخص الله تعالى بألطافه الخفية من يشاء من عباده، فيفيض عليه من خزائن مواهبه رزانة عقل وزيادة معرفة تخرجه عن حد الاكتساب ويصير بها راجحاً على ذوي التجارب والآداب، ويدل على ذلك قصة يحيى بن زكريا عليهما السلام فيما أخبر الله تعالى به في محكم كتابه العزيز حيث يقول:
"وآتيناه الحكم صبياً مريم: 12،.
فمن سبقت له سابقة من الله تعالى في قسم السعادة، وأدركته عناية أزلية، أشرقت على باطنه أنوار ملكوتية وهداية ربانية، فاتصف بالذكاء والفطنة قلبه، وأسفر عن وجه الإصابة ظنه، وإن كان حديث السن قليل التجربة، كما نقل في قصة سليمان بن داود عليهما السلام وهو صبي حيث رد حكم أبيه داود عليه السلام في أمر الغنم والحرث.
وشرح ذلك فيما نقله المفسرون
أن رجلين دخلا على داود عليه السلام أحدهما صاحب غنم، والآخر صاحب حرث. فقال أحدهما: إن هذا دخلت غنمه بالليل إلى حرثي فأهلكته وأكلته ولم تبق لي فيه شيئاً، فقال داود عليه السلام: الغنم لصاحب الحرث عوضاً عن حرثه، فلما خرجا من عنده مرا على سليمان عليه السلام، وكان عمره إذ ذاك على ما نقله أئمة التفسير إحدى عشرة سنة، فقال لهما: ما حكم بينكما الملك؟ فذكرا له ذلك. فقال: غير هذا أرفق بالفريقين. فعادا إلى داود عليه السلام وقالا له ما قاله ولده سليمان عليه السلام فدعاه داود عليه السلام وقال له: ما هو الأرفق بالفريقين؟ فقال سليمان: تسلم الغنم إلى صاحب الحرث.- وكان الحرث كرماً قد تدلت عناقيده في قول أكثر المفسرين- فيأخذ صاحب الكرم الأغنام يأكل لبنها وينتفع بدرها ونسلها، ويسلم الكرم إلى صاحب الأغنام ليقوم به، فإذا عاد الكرم إلى هيئته وصورته التي كان عليها ليلة دخلت الغنم إليه سلم صاحب الكرم الغنم إلى صاحبها وتسلم كرمه كما كان بعناقيده وصورته، فقال له داود: القضاء كما قلت. وحكم به كما قال سليمان عليه السلام. وفي هذه القصة نزل قوله تعالى:
"وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنئم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا أتينا حكماً وعلماً" الأنبياء 78، 79،.
فهذه المعرفة والدراية لم تحصل لسليمان بكثرة التجربة وطول المدة، بل حصلت بعناية ربانيه وألطاف إلهية، وإذا قذف الله تعالى شيئاً من أنوار مواهبه في قلب من يشاء من خلقه اهتدى إلى مواقع الصواب، ورجح على ذوي التجارب والاكتساب في كثير من الأسباب، ويستدل على حصول كمال العقل في الرجل بما يوجد منه وما يصدر عنه، فإن العقل معنى لا يمكن مشاهدته، فإن المشاهدة من خصائص الأجسام.
فأقول: [/size]
[/size] يتبع
عدل سابقا من قبل هيام في الأربعاء مايو 20, 2009 2:51 am عدل 1 مرات | |
|
| |
هيام عضو ذهبي
مشآرگاتيَ » : 1963 نقآطيَ » : 88139 تآريخ التسجيــل : 22/06/2008
| موضوع: رد: في العقل والذكاء والحمق الأربعاء مايو 20, 2009 2:48 am | |
| يستدل على عقل الرجل بأمور متعددة منها: ميله إلى محاسن الأخلاق وإعراضه عن رذائل الأعمال، ورغبته في إسداء صنائع المعروف وتجنبه ما يكسبه عاراً ويورثه سوء السمعة.
وقد قيل لبعض الحكماء: بم يعرف عقل الرجل؟ فقال: بقلة سقطه في الكلام، وكثرة إصابته فيه. فقيل له: فإن كان غائباً، فقال: بإحدى ثلاث إما برسوله وإما بكتابه وإما بهديته، فإن رسوله قائم مقام نفسه، وكتابه يصف نطق لسانه، وهديته عنوان همته، فبقدر ما يكون فيها من نقص يحكم به على صاحبها.
وقيل: من أكبر الأشياء شهادة على عقل الرجل حسن مداراته للناس، ويكفي أن حسن المداراة يشهد لصاحبه بتوفيق الله تعالى إياه. فإنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من حرم مداراة الناس فقد حرم التوفيق فمقتضاه أن من رزق المداراة لم يحرم التوفيق. وقالوا: العاقل الذي يحسن المداراة مع أهل زمانه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنة مائة درجة تسعة وتسعون منها لأهل العقل وواحدة لسائر الناس وقال علي بن عبيدة، العقل ملك والخصال رعية، فإذا ضعف عن القيام عليها وصل الخلل إليها. فسمعه أعرابي فقال: هذا كلام يقطر عسله.
وقيل: بأيدي العقول تمسك أعنة النفوس، وكل شيء إذا كثر رخص إلا العقل فإنه كلما كثرغلا.
وقيل: لكل شيء غاية وحد، والعقل لا غاية له ولا حد، ولكن الناس يتفاوتون فيه تفاوت الأزهار في المروج. واختلف الحكماء في ماهيته فقال قوم: هو نور وضعه الله طبعاً وغريزة في القلب كالنور في العين . وهو يزيد وينقص ويذهب ويعود وكما يدرك بالبصر شواهد الأمور كذلك يدرك بنور القلب المحجوب والمستور، وعمى القلب كعمى البصر. قال الله تعالى: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"الحج: 46،.
وقيل محل العقل الدماغ وهو قول أبو حنيفة رحمه الله تعالى. وذهب جماعة إلى أنه في القلب كما روي عن الشافعي رحمه الله تعالى واستدلوا بقوله تعالى: "فتكون لهم قلوب يعقلون بها" الحج: 46. وبقوله تعالى: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب" ق:37،. أي عقل، وقالوا: التجربة مرآة العقل، ولذلك حمدت آراء المشايخ حتى قالوا: المشايخ أشجار الوقار لا يطيش لهم سهم ولا يسقط لهم فهم وعليكم بآراء الشيوخ فإنهم إن عدموا ذكاء الطبع فقد أفادتهم الأيام حيلة وتجربة. قال الشاعر:
doPoem(0)
| ألم تر أن العقل زيـن لأهلـهولكن تمام العقل طول التجارب |
|
وقال آخر: doPoem(0)
| إذا طال عمر المرء في غير آفةأفادت له الأيام في كرها عقـلا |
|
وقال عامر بن عبد قيس: إذا عقلك عقلك عما لا يعنيك فأنت عاقل. ويقال: لا شرف إلا شرف العقل ولا غنى إلا غنى النفس. وقيل: يعيش العاقل بعقله حيث كان كما يعيش الأسد بقوته حيث كان doPoem(0)
| إذا لم يكن للمـرء عقـل فإنـهوإن كان ذا بيت على الناس هين | ومن كان ذا عقل أجـل لعقلـهوأفضـل عقـل مـن يتديـن |
|
وقالوا: العاقل لا تبطره المنزلة السنية، كالجبل لا يزعزع وإن اشتدت عليه الريح، والجاهل تبطره أنى منزلة كالحشيش يحركه أدنى ريح. وقيل لعلي رضي الله عنه: صف لنا العاقل؟قال: هوالذي يضع الشيء مواضعه. قيل: فصف لنا الجاهل؟ قال: قد فعلت. يعني الذي لا يضع الشيء مواضعه. وقال المنصور لولده خذ عني ثنتين: لا تقل من غير تفكير ولا تعمل بغير تدبير. وقال أردشير: أربعة تحتاج إلى أربعة: الحسب إلى الأدب، والسرور إلى الأمن، والقرابة إلى المودة، والعقل إلى التجربة. وقال كسرى أنوشروان: أربعة تؤدي إلى أربعة: العقل إلى الرياسة، والرأي إلى السياسة، واعلم إلى التصدير، والحلم إلى التوقير.وقال القاسم بن محمد [size=4 ]: من لم يكن عقله أغلب الخصال عليه كان حتفه من أغلب الخصال عليه[/size]. وقيل: أفضل العقل معرفة العاقل بنفسه وقيل: ثلاثة هن رأس العقل: مداراة الناس، والاقتصاد في المعيشة، والتحبب إلى الناس. وقيل: من أعجب برأي نفسه بطل رأيه، ومن ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله. وقيل: العاقل المحروم خير من الأحمق المرزوق. وقيل: لا ينبغي للعاقل أن يمدح امرأة حتى تموت، ولا طعاماً حتى يستمرئه، ولا يثق بخليل حتى يستقرضه، وقيل: طول اللحية أمان من العقل. وسئل بعضهم: أيما أحمد في الصبا الحياء أم الخوف؟ قال: الحياء لأن الحياء يدل على العقل، والخوف يدل على الخبن. وقيل: غضب العاقل على فعله وغضب الجاهل على قوله. وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عويمر ازدد عقلاً تزدد من الله تعالى قرباً قلت: بأبي وأمي ومن لي بالعقل؟ قال: " اجتنب محارم الله تعالى وأد فرائض الله تعالى تكن عاقلاً، ثم تنقل إلى صالح الأعمال تزدد في الدنيا عقلاً، وتزدد من الله قرباً وعزاً. وحكى بعض أهل المعرفة قال: حياة النفس بالروح، وحياة الروح بالذكر، وحياة القلب بالعقل، وحياة العقل بالعلم. ويروى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه كان ينشد هذه الأييات ويترنم بها: doPoem(0)
| إن المكـارم أخـلاق مطهـرةفالعقل أولهـا والديـن ثانيهـا | والعلم ثالثهـا والحلـم رابعهـاوالجود خامسها والعرف ساديها | والبر سابعها والصبـر ثامنهـاوالشكر تاسعها واللين عاشيهـا | والعين تعلم من عيني محدثهـاإن كان من حزبها أومن أعاديها | والنفس تعلم أنـي لا أصدقهـاولست أرشد إلا حين أعصيهـا |
|
وقال بعض الحكماء: العاقل من عقله في إرشاد، ورأيه في إمداد، فقوله سديد، وفعله ذميم. والجاهل من جهله في إغراء، فقوله سقيم، وفعله ذميم. ولا يكتفى في الدلالة على عقل الرجل الاغترار بحسن ملبسه وملاحة سمته وتسريح لحيته وكثرة صلفته ونظافة بزته، إذ كم من كنيف مبيض، وجلد مفضض. وقد قال الأصمعي: رأيت بالبصرة شيخاً له منظر حسن وعليه ثياب فاخرة، وحوله حاشية وهرج، وعنده دخل وخرج، فأردت أن أختبر عقله، فسلمت عليه وقلت: ما كنية سيدنا؟ فقال: أبو عبد الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، قال الأصمعي: فضحكت منه وعلمت قلة عقله وكثرة جهله، ولم يدفع ذلك عنه غرارة خرجه ودخله. وقد يكون الرجل موسوماً بالعقل مرموقاً بعين الفضل، فيصدر منه حالة تكشف عن حقيقة حاله وتشهد عليه بقلة عقله واختلاله. من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف.للابشيهى | |
|
| |
نـــ الهدى ـــور كبآر الشخصيآت
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 17859 مكآنيَ » : السويداء نقآطيَ » : 104696 تآريخ التسجيــل : 19/02/2009
| موضوع: رد: في العقل والذكاء والحمق الأربعاء مايو 20, 2009 4:31 am | |
| شكرا" لك هيام بس والله هلكتيني بالقرايه طولتي الموضوع ياريت قسمتيه قسمين بس شو بدك جميل جدا" 0000وخصوصا"أن رجلين دخلا على داود عليه السلام أحدهما صاحب غنم، والآخر صاحب حرث. فقال أحدهما: إن هذا دخلت غنمه بالليل إلى حرثي فأهلكته وأكلته ولم تبق لي فيه شيئاً، فقال داود عليه السلام: الغنم لصاحب الحرث عوضاً عن حرثه، فلما خرجا من عنده مرا على سليمان عليه السلام، وكان عمره إذ ذاك على ما نقله أئمة التفسير إحدى عشرة سنة، فقال لهما: ما حكم بينكما الملك؟ فذكرا له ذلك. فقال: غير هذا أرفق بالفريقين. فعادا إلى داود عليه السلام وقالا له ما قاله ولده سليمان عليه السلام فدعاه داود عليه السلام وقال له: ما هو الأرفق بالفريقين؟ فقال سليمان: تسلم الغنم إلى صاحب الحرث.- وكان الحرث كرماً قد تدلت عناقيده في قول أكثر المفسرين- فيأخذ صاحب الكرم الأغنام يأكل لبنها وينتفع بدرها ونسلها، ويسلم الكرم إلى صاحب الأغنام ليقوم به، فإذا عاد الكرم إلى هيئته وصورته التي كان عليها ليلة دخلت الغنم إليه سلم صاحب الكرم الغنم إلى صاحبها وتسلم كرمه كما كان بعناقيده وصورته، فقال له داود: القضاء كما قلت. وحكم به كما قال سليمان عليه السلام
لك تحياتي هيام | |
|
| |
عدنان جميل الصحناوي عضو ماسي
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 2253 مكآنيَ » : سوريا / شهبــا / الجنينة نقآطيَ » : 86321 تآريخ التسجيــل : 16/03/2009
| موضوع: رد: في العقل والذكاء والحمق الخميس مايو 21, 2009 12:25 am | |
| الأخت هيام موضوع رائع وقيم شكرا على الاختيار المميز *** تقبلوا وافر تحياتي *** ---------------------------------------- لولا نهاية الأشياء === ماكانت البداية | |
|
| |
هيام عضو ذهبي
مشآرگاتيَ » : 1963 نقآطيَ » : 88139 تآريخ التسجيــل : 22/06/2008
| موضوع: رد: في العقل والذكاء والحمق الخميس مايو 21, 2009 1:21 am | |
| شكرا للملاحظة اخي نور ولكن الموضوع لاهميته اعتمدت عدم تقسيمة
وذلك لزيادة الافاده من الموضوع
وهكذا يبقى مترابط
لك الشكر واقدر الوقت الذي بذلته في قرأت الموضوع | |
|
| |
فارس بلا جواد الادارة العامة
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 9823 عمريَ » : 55 نقآطيَ » : 101110 تآريخ التسجيــل : 02/06/2008
| موضوع: رد: في العقل والذكاء والحمق الخميس مايو 21, 2009 1:41 am | |
| الموضوع رااائع بكل حرف فيه
و انت رائعه اختي جدا بهذا الموضوع الذي قدمته لنا
الف الف شكر | |
|
| |
هيام عضو ذهبي
مشآرگاتيَ » : 1963 نقآطيَ » : 88139 تآريخ التسجيــل : 22/06/2008
| موضوع: رد: في العقل والذكاء والحمق الخميس مايو 21, 2009 2:49 am | |
| | |
|
| |
ابو نادر مشرف
مشآرگاتيَ » : 719 نقآطيَ » : 85293 تآريخ التسجيــل : 11/11/2008
| موضوع: رد: في العقل والذكاء والحمق الخميس مايو 21, 2009 11:57 am | |
| الغالي هيام
أشكرك على الموضوع الجميل
لك تحياتي
دمت بخير | |
|
| |
هيام عضو ذهبي
مشآرگاتيَ » : 1963 نقآطيَ » : 88139 تآريخ التسجيــل : 22/06/2008
| |
| |
هيام عضو ذهبي
مشآرگاتيَ » : 1963 نقآطيَ » : 88139 تآريخ التسجيــل : 22/06/2008
| موضوع: رد: في العقل والذكاء والحمق السبت مايو 23, 2009 1:51 am | |
| | |
|
| |
| في العقل والذكاء والحمق | |
|