حلم الضباب

مثلما بحيراتها تجمع الطيور، جمعتنا شواطئها ذات ربيع، منحنا صمتها حق الأحلام، وغاباتها الفسيحة تقبض على اللحظات الهاربة من الاكتئاب.
ألتقيك اليوم وقد استبدت علينا الذاكرة، لتعيد لحظات بدايتنا في هذه المدينة لرحلة الزفير اللامتناهي وحلم الإرتواء، بعدما أرضعتنا أمتنا الجريحة من دمائها ما أثار التعطش الشديد لحب الحياة.
ماذا يجمع بيني وبينك غير حلم روى كلينا سر الوجود...
تكررت زياراتك بعدها لمرفئي لتدخل في كل مرة جنة عيني متلهفا تبحث عن أشجار الود التي كنت تتفنن في غرسها بطيبتك فأثمرت البداية لمشروع مقدس.
ما كنت أصدق إصابتك بفيروس الأحلام الطفيلية التي أخذت تخرب حلمنا المشترك، فرحت أحدثك:
- أريد أن أقدم لبلدي بنفسجا يجمع بين ذكاءك وديبلوماسيتك وحبي للوطن ورغبتي في التضحية من أجله...
كنت أسير التيه والضباب وأنت تنظر إلي مبحرا في اتجاه اليأس تتجرع آخر قطرات الصبر محاولا الإمساك بقارب نجدة مزيف لترد متسائلا:
- هل تدركين أن أجرتي لا تكاد تغطي حاجاتي الأساسية وهي أجرة مدير؟
أبرقت إلى ذهني صورة والدك، ذاك الذي أمضى حياته حاملا محفظته، قام بأهم وأنبل المساعي، ربى جيلا وعلمه وانتهى إلى رتبة معلم متقاعد وأجر تقاعده ورد يزين به وينتعش برائحته لكنه لا يسمن ولا يغني من جوع، وإخونك شباب والشباب ألم يتواجد فقط في الخطب السياسية، والكل بحاجة إلى أجرتك، لكنني سرعان ماحاولت التخفيف من توترك:
- ذلك من آثار الأزمة التي مر بها الوطن... نحن الآن ببدأنا نحيا عهد العزة والكرامة...سيكون كل شيء على ما يرام...
- الأزمة أخذت مني شبابي والإصلاحات تأخذ مني كهولتي، لقد قررت الهجرة، وهناك ليس أمامي سوى الاقتران بأجنبية لضمان الإقامة والعيش الكريم.
رمتني هذه العبارة الملغمة في قارب بعيد عن الموجة التي تحملني بين غيبوبة التصديق والرغبة في التكذيب، فأدركت أن حلمي أضحى شمعة شمعها لا يذوب وخيطها أشبه بالمستحيل، حاولت إشعالها فاحترقت وما ظفرت بنورها.
استجمعت قليلا من قواي، ورحت أستخدم ورقة العتاب في محاولة ضعيفة أمام إصرارك للف حلمي لحمايته ربما من الضياع.
- من أجل كافرة تهجر ابنة عقيدتك؟ تتجاهل وفائي لك ما حييت لتسعى إلى من لا يتوقع منها الوفاء، ما جدوى أموال الدنيا إن حرمت مما نشأت على حبه وتقديسه؟ أتستبدل أعيادنا وروائحها بحفلاتهم التي لا تقوم إلا بأن الخبائث؟ أردت فيك انتمائي وعاداتي وتقاليدي ومبادئي، والأشد قسوة اكتراثك بمن لا تكترث بك الآن وانشغالك عني بمن هي منشغلة في هذه الآونة بأصدقائها ومراقصها.
تذكر الشهداء الذين أخذت حياتهم الثورة بل قدموا حياتهم فداء الوطن..لو كنت في ذلك العهد وفي تلك الظروف، هل تترك الوطن والقضية وتهاجر؟
ثم ماذا ستقدم لك بلاد الضباب أكثر من كؤوس النبيذ ولحم الخنزير؟
أمسكت يدي للهروب من غبار ذلك الجو لنتأمل البحرفي لحظات تكسر صمتها أمواج تائهة تتخبط هنا وهناك غير أنها تنتهي إلى الشاطئ.
وأعادني الشوق المتوقع بعد رحيلك إلى استنشاق مزيج رائحتي عطرك ودخان سيجارتك إلى التساؤل:
- هل ستتركني؟؟؟؟؟؟

لك من جزيل الشكر حبيبتي ميمونة على مرورك وعلى التثبيت
تقبلي خالص محبتي
تحياتي

د نظام محسن كتب:

مشكوره على القصه الرائعه
مودتي لك

الشكر لك على هذا المرور الجميل د نظام محسن
تحياتي وتقديري

فارس بلا جواد كتب:

لا احد يبيع كل شيء في وطنه بسهوله

اتسمح لي مولاتي ان اسال هنا


اليس الوطن من يبيع رجاله قبل ان يرحلوا


اليست حقيقه ما يعاني البعض في بلداننا العربيه


اشكرك لروعه ما قدمت

لك كل الشكر أيها الفارس
فعلا لا أحد يبيع كل شيء في وطنه بسهولة
لكن الوطن لا يبيع رجاله إنما عدم كفاءة النظام من تؤدي إلى ذلك
والمعاناة في البلدان العربية لأن أنظمتها فاسدة
تخياتي ومودتي

الأديبة الكبيرة
نبيلة حياهم
ما أجمل ما تعالجي في نصوصك من مخاطر ومشاكل
وبكل رقة وروعة
مودتي واحترامي

لك من أجمل عبارات الشكر والتقدير
فشكرا على مرورك الكريم
وشكرا على كلماتك المشجعة
تحياتي ومودتي

غاليتي نبيلة
حلم الضباب
ليس حلم لكنه وهم
وبحر رمادي عندما نبحر فيه نفقد القدرة على
تمييز الألوان والحقيقة
ضعفا" هو الهروب للوصول للقمة يمكننا ان نكون حياتنا دون
ان نرتمي تحت رحمة الأقدار
دون ان تقيدنا أصفادهم الصدئة
عندها نصل ليوم لا نعرف من نحن
فهناك وجودنا وباءا" عليهم
وهنا أحبابنا فقدوا الثقة بوجودنا وفقدوا القرة على الحلم
ببراءتنا
هذه هي حقيقة من يهاجر ويرتبط فقط ليحصل على الجنسية الغربية
وهو يفقد اهم شيء
جنسيته ومبادئ وحتى أحلامه التي سافر من اجلها تتناثر
بين الدروب الغريبة المليئة بالأشواك
فنحن نستطيع ان نكون حيث نحن لم نخسر مبادئنا وأحبابنا
أتمنى ان تتقبلي مروري ومحبتي
والموضوع هام ورائع

شكرا غاليتي حنين على مرورك وعلى كلماتك الراقية
معذرة على تأخري وغيابي
تحياتي ومحبتي

الله يسامحك
كنت انتظري بعد الأصلاح يوجد تطوير
هذا الوطن الذي يصفعنا ويشدنا من أذنينا
ثم نهرع نحو حضنه الدافىء كالأم الحنون

وهل تنتظرنا الثواني والدقائق والساعات قبل أن نقول إلى الأيام والسنوات؟
شكرا أستاذ نزار على مرورك الجميل
تحياتي وتقدير واعتذاري على التأخر