حبيبي أوصاني عندما تتحرر الجولان ... تعالي واحملي حفنة من التراب

اخي الفاضل

عدنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

قصة مؤثرة جدا

سلمت تلك الأنامل التي نقلت لنا اجمل واحلى الرسائل

اخي الفاضل تفبل مني هذه الخربشات التي لن تجد مكان لها غير بين كلماتك الملكية



مــــدخـــــل:

هذه مساحة للنيل مني ، فقد اشتقت الي بكاء الحبر

مساحة أتركها لوطن فقد أصابعه واذنه وبصره ،

سألعن نفسي فوق الاف .. و لا تدعون لي بالمغفرة و الهداية ، فأنــا قررت الإنتحار عاراً أمام حانات فلسطين وبغداد

و لي في الموت جحيم أتمناه ..

عالياً ارفعوا نخب عزرائيل يا ساده ،

لتقرع الكؤوس و يندلق الخمر على طاولات المنفي و اليتم ..

فالرصيد يحتوي علي خمسة و خمسين عاما ..

سيكون صفرا .. إضافة إلى هامش غواية شمطاء

و ألفُ الفِ شريفٍ سوف سيبكي حسرة ضياعه ،

و اسفاً سيمضي النورس .. و حسيراً سيسدل الستار .. ويقرر الانتحار

قررتُ ان اكون وقحٌ أنـا هنا .. نذلٌ جداً ، أتمرغ في وحل الرذيلة ..

فهلموا اليّ بملائكتكم لتلعنني جهراً

حائرٌ في طريقي إلى القدس .. أحمل صولجاني على كتفي ..

و أنتشي بجراحاتي و كثير انهياري ..

يا سادة العرب العنوني إن أتيتم إلى هنـا ..

اقذفوني صوبوا رماحكم لصدري و ظهري .. ولكني سأصل البرتقال قبل أن يسقط ،

وانتشي حبات اللوز قبل أن تجف ..

و سأموت حينما أنهي تراتيل سورة يس وال عمرانَ







اني أتحرك كالموتى ، و فاقدي الإدراك ،

اني أحاول أن أتشبث بخيوط تتدلى من السماء ،

وعلي نوافذ القمر ، اقف متهالكاً علي بركة الدماء التي أرى وجهي ينعكس عليها ،

وطنا فقد رئته و ازدان بالبكاء الاصم

ان روحي تسقط وسط ظلام دامس ، أغرس ضلعي الأيمن زيزفونا أصفراً ،

و أني ضللت لآتِ الطريق قدمي

انها هي التي فقدتها على رصيف مدجج بالشوك ، ووجه أمي الراحله ..


أطرق حانة المدينة المهمشة ،

تنتشيني رائحة الوجع المنتشية على أغصان الأمل ،

فانا قبلت جبهة السقوط طويلا ، و أطلب لي تبغاً وقدحاً من نبيذِ مسكر ،

واشتم به قطعة ثلج سوداء ، أغطي بها الكثير من ضياعي المتأخر ..

يا ساده اليوم انا شبهُ منحرف ... صعلوك حرفٍ يترنح من ألم النكبات المتلاطمه

هنـا .. أحتاج أن أهرب مني ، من جلدي ، أسلخه عن عظمي ،

اني الوذ بالفرار من أفكاري و أشيائي الصغيرة ، من أرجوحة الأطفال ، و غيرة الرجال ،

فلغيرة الرجال كما قال القصير فعلُ الخنجرِ



سأنتحـر علي حدائق بابل المعلقه و أطلب شنقي على جذع شجرة الزيتون ،

و أعلق تهمتي على جبهتي ، و أسلم مفاتيح القلب لسجان فلسطين،

و أدعوا الظمأ اللاهثين لقطرة لعاب الظمأ أن يبتلعوني ..

سأثمل اليومَ كثيراً و غدا .. لن أبرح ارضي و الحانة و الكأس و ضجيج اللحد و الخيبة العتيدة بداخلي ،

اني سأستقيم كمسطرة طالب هندسة ، أرقم الإتجاهات ، و أستئنف المضي ارتفاعا ..


سيئ جدا .. قريبٌ من الشراسة ، و عمري آفل لا تسعه قبضة اتزان ..

لا أدري هل يجوز فتح فمي و إطلاق الماء من حنجرتي ، و البكاء .. !!


هل هنا من يمنحني بكاء يليق بي فقط .. بهوية اتهموها ب " اللانتماء ؟؟ "


يحملون موتي قطعة قماش بالية ، و شوارع وطني ترزح في الحصار ،

و الندى لم يعد يسقي الزهر و لا يروي عطش البرية ،

نوافل الخريف اصفرت و نامت عيون الأطفال و هي مبتلة بحلم لم يكتمل


سأرفع قبعتي ، و أتسلق الحجر الاعلي للاهرامات ، و أحفر عليه اسماً عابراً ، قضم طبشوري ،

سأقف مسلوخاً من كل الاشياء إلا من الإنتكاسات العشر ، سأوزع نيشان الصفعات على جُند الإحتلال ،

و أنقذ الشقيق من سيف أخيه ، و ألثم يد القدر أن ترحم صرخة أم ثكلى ،

ساستجير بعزرائيل من تلابيبه ، و أدعوه ليؤخر قطارات المرافيء ، سأنفخ في الريح صرختي و أشرد أفكاري على حبل الغسيل





هنــا .. سأفجر رصاصات برأسي ، و أتلذذ بنكهة الإنتحار الشهي ..

سأقيم الخطايا جميعها .. سأرتكبها عمداً .. و لن أعلن التوبة ..

سأمنح نفسي لزبانية الجحيم عن طيب خاطر ، و أنتشي بالنار واقطم قوارير السخط ليندلق اثار اللعنة على الجميع ..

بما فيهم أنــا

مخـــرج ...

اني الوذ فهل من ملاذ باقٍ بعما سحقتني حوافر الخيبةُ ، و التحمت بي جدران تميد على خاطري ..

و بعدما حلفت يمينا أنني مجرد ذكرى إنسان و بعدما رفعت رأسي عاليا لأقيس ارتفاع رايات العرب و لازلت الأضخم و الأطول ..

و بعدما تورطت في سيجارة حمراء أنفث دخانها بقلبي ، و بعدما شربت الخمر و سجلت انتسابي للصعاليك و الفقراء ..

و بعدما لم يعد يهمني شيء .. لا امرأةٌ عشقتها .. و لا وطنٍ .. و لا أهل .. ولا قوميه

قررت أن آتي إلى هنـا ، لأتمم جنوني ، أنحر براءتي ، و أرتكب مجازر في مدنٍ من الاشعار

و أبصق في وجه الخيبه ثلاثا ..

سحقاً يا بلداً هجرتها الملائكة ، و احتكمت فيها الشياطين ..

وسحقاً لــوطنيتي .. و لنتمائي ولهويتي ..

وسحقاً لمباديء القومية ، ولشعارات الإنتصار ، و للمجد المبين ، و لمؤتمرات السلام

وسحقاً للمحيط إلى الخليج ..


و عذرا للشيخ " ياسين " .. عذرا لأطفال الحجارة فقد صرنا حجارة .. الأجدر بها أن تقذف في قعر الجحيم

و عذرا " لناصر " ، و " نزار " ، و الأقلام الحزينة

عذرا كذلك " للامهات الثكلي " ، وعذراً لبغداد و عذرا للأنبياء ..









سأكسر قلمي ، واذبح فرسي واحطم جبهتي

أغيثوني ان أستطعتم من عروبتي ..

عذراً يا مريم العذراء لكم تضنيني نواقيس الكنائس المهدمة

و حشرجة المساجد المحترقة ..