من بين ضجيج الملامح، وضجيج الخطوات،
وضجيج الاحتراق.
فجأة" التقينا
أصبحت كريشة تلهو بها أمواج الحيرة
كنت قررت لن ارتجف شوقا"، إذا عاد القدر ورسم
لنا لقاء في صفحاته.
لكني شعرت بآلاف القيود تكبلني
سقطت جريدة كنت احملها تناثرت صفحاتها،كما تناثرت روحي.
أنت ابتسمت
فهل من سخرية القدر نبتسم؟!
أم انك لاحظت أني لم أتغير.مازلت احمل الجرائد،والكتب،والأقلام
مازالت ملامحي هادئة وطبيعية .
اجل يا سيدي
ياسيد الحرائق والانفجارات والملاحظات
مازلت أهوى ملامحي دون ألوان
وما زلت احمل الأوراق لأنزف عليها
على هذه الأوراق كم رسمتك حلما" من بنفسج، في ذات ربيع.
ونسجت ملامحك من أبجديتي الخضراء
ونثرت قصائدي كأقمار الياسمين في يديك.
أتذكر؟ كانت ابتسامتك، مطر يحرك في أعماقي براعم الحب.
فتتوهج روحي بالعطر والأغنيات.
كانت همساتك كأصداف البحر الملونة،تزين شواطئ
صمتي بأكاليل الفرح.
عشقت مدينة الياسمين من اجل عيناك
وأقمار الياسمين مازالت بين صفحات كتب أشعاري،تحولني الى شظايا.
كان حبك أفقا" ازرق،ونجمة ليلكية تغفو عند نافذتي .
ولكنك هل ما زلت تذكر؟! في ذات ربيع .
قيدت أحلامي،وأردت ان توأد كلماتي.
قلت:أريدك طفلتي المدللة.
اتركي الحبر والأقلام، والسفر في عالم الكلمات،
وجمع الحروف.
كوني فقط طفلتي المدللة.
ولكني اكره القيود ولو كانت من ذهبا".
أنا لا أنكر انك تعبر مخيلتي ،في كل ربيع.
فما زال هناك رذاذ من أغنياتك تتشبث بأعماقي.
حاولت ان أقنعك أني لا استطيع ان أتنفس بلا الحبر والأوراق
لكنك خيرتني بين ان أكون طفلة مدللة،وبين عالمي الفارغ!!
وأنا اخترت في ذات ربيع عالمي ،لكنه ليس فارغ الا منك .
اخترت الفراغ.لكن مع أحلامي، وكلماتي، وأبجديتي الملونة.
رغم كل شيء ....... عدنا التقينا!!
لكني سأستمر بقراري، ولن انظر للامس.
فما اعتدت يا سيدي ان أعود لشيء تركته.
هنيئا" لك شرقيتك وغرورك .
ولن تكون بعد الآن سوى ملامح رمادية، عبرت عالمي في ذات ربيع.
وتلاشت كسحابة صيف.
وسأكتفي بكلماتي التي ستبقى وشم في القلوب، وعطر
في النفوس .
وفراشات ربيعية في دروب الطفولة.
وسيبقى الربيع عندي ،الوجه الأخضر للأرض.
وسيبقى الحب ،اللحن الأخضر في القلوب.
ولن تتحول بعد غيابك كلماتي الى حطام .
بل ستبقى،زهور من نور وأسراب حمام.