احتجاج
احتج أخوتي وقرروا رفع دعوة قضائية ضد وزارة الشؤون الاجتماعية لتعديل القوانين ومحاربة التقاليد السائدة والبائدة ، وتظاهروا في المنزل منطلقين من المطبخ واعتصموا أمام غرفة والدي ونزعوا الورقة الملصقة على الباب والتي خط عليها (( القناعة كنز لا يفنى)) وارتفع صوتهم يطالبون بتحقيق العدالة العائلية وتحسين وضعهم المصروفي ، وتسألوا : لماذا ينادى والدي بـ أبو نزار وليس أبو معن مثلاً ولماذا يحتكر الكبير اللقب ، وامتد الاحتجاج نحو غرفة الأخوات فخرجن يطالبن بالمساواة بين الرجل والمرأة وبأيديهن وثيقة مؤتمر بكين وطالبوا بتعديل قانون الأحوال الشخصية وزيادة تعويض الزوجة والأولاد .. وأن يصار إلى مناداة الوالد بـ أبو وفاء أو أبو صفاء أو أبو جمانة ، ووقعوا عريضة لمنع بيع أي غرض من الأغراض العامة في المنزل وهتفوا ضد الخصخصة وضد تدخل أحد في شؤوننا الداخلية وطالبوا بتأمين فرصة عمل للصغير معتز وترميم الجدران الداخلية المتصدعة وتوسيع حرية المناقشة والمشاركة في اتخاذ القرارات البيتية .
وهنا تدخلت لفك الحصار واقترحت عدة خيارات منها : -ما دام (أبو ) من الأسماء الخمسة والتي هي –أبو –أخو-حمو-ذو-فو- . فلماذا لا نستخدمها كلها لتحقيق العدالة ، فنقول: أخو حمود ومحمود . ونقول : حمو عصام ووائل . ونقول : ذو القرحة لأن والدي مصاب بها من كثرة العمل والتدخين والتفكير في كيفية تسيير وضع البيت . ونقول : ذو الديون لأن المسكين مديون والعتب مرفوع وراتبه التقاعدي لا يكفي ثمن خبز ، ولأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان فهو يقرض الشعر قرضاً (فشة خلق ) .
وعند استخدامنا للاسم الأخير فو سنقول جميعاً : فو..ل ...فو..ل ..فول . ونأكل ونأكل ولا نشبع لأن الحق كل الحق ليس على أمي ولا على أخوتي ولا على أبي ولا على الطليان.
الحق على جدي ذلك الشريف النزيه التقي المجاهد النظيف الذي لم ينهب أو يزّور أو ينتهز أو يتعامل مع الاستعمار أو يتاجر بلقمة الشعب وعاش فلاحاً بسيطاً كادحاً فقيراً محباً لأهله ووطنه ولم يورّثنا –بدون أسف-سوى أشياء لا تباع ولا تشترى وهي الكثير من الكرامة والقيم النبيلة وحب الوطن والثبات على المبدأ والنزاهة في خدمة الشعب.
عندها خرج المتظاهرين من المنزل مقتنعين باتجاه اليسار