جبـل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نلتقي لنرتقي ،، !!
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نزار قباني

اذهب الى الأسفل 
+4
هبة
د نظام محسن
فارس بلا جواد
nemer
8 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 9:44 pm

احب طيور تشرين

اليوميات

أحبُّ أضيعُ مثل طيور تشرينِ ..

بينَ الحينِ والحينِ ...

أريدُ البحثَ عن وطنٍ ..

جديدٍ .. غير مسكونِ

وربٍ لا يطاردني .

وأرضٍ لا تُعاديني

أريدُ أفرُّ من جِلْدي ..

ومن صوتي ..

ومن لغتي

وأشردُ مثلَ رائحة البساتينِ

أريدُ أفرُّ من ظلَّي

وأهربُ من عناويني..

أريد أفرُّ من شرق الخرافة والثعابينِ ..

من الخلفاء ..

والأمراء ..

من كل السلاطين ..

أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..

أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...

والأمراء ..

من كل السلاطين ..

أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..

أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...

والأمراء ..

من كل السلاطين ..

أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..

أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 9:47 pm

وشوشة

في ثغرها ابتهالْ

يهمُسُ لي : تَعَالْ

إلى انعتاقٍ أزرقٍ

حدودُهُ المُحَالْ

نَشْرُدُ تيَّاريْ شَذَا

لم يخفقا ببالْ

لا تَسْتَحي .. فالوردُ في

طريقنا تلالْ

ما دمتِ لي.. مالي وما

قيلَ ، وما يُقَالْ ..

***

وَشْوَشَةُ كريمةٌ

سخيَّةُ الظلالْ

ورَغْبَةٌ مَبْحُوحَةٌ

أرى لها خيالْ

على فمٍ يجوعُ في

عُرُوقِهِ السؤالْ ..

يهتُفُ بي عَقيقُهُ

غداً لكَ النَوالْْ

***

أنا كما وشْوَشْتِني

مُلقىً على الجبال

مخدَّتي طافيةٌ

على دمِ الزَوَالْ

زَرَعتُ ألفَ وردةٍ

فدى انفلاتِ شالْ

فدى قميصٍ أخضرٍ

يُوَزِّعُ الغِلالْ ..

قومي إلى أُرجُوحَةٍ

غريقةِ الحِبالْ

نأكلُ من كُرُومنا

ونُطعمُ السِلالْ

وأشربُ الفمَ الصغيرَ

سُكَّراً حَلالْ

إنْ ألثمِ اليمينَ منكِ

قلتِ : والشِمالْ ؟

لا تسألي : تُحبُّني ؟

كنت ولا أَزالْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 9:53 pm

22نيسان



المَسَا ، شَلالُ فَيْرُوزٍ ثَرِي

وبِعَيْنَيْكِ ، ألوفُ الصُوَرِ

ضَوْءُ عينَيْكِ .. وضَوْءُ القَمَرِ ..

وبِعَيْنَيْكِ مرايا اشتعلتْ

وانفتاحاتٌ على صَحْوٍ.. على

رحلتي طالَتْ .. أما من مرفأٍ

فيه أَرسُو ، عَسَليِّ الحَجَرِ؟

قَبْلَ بَدْءِ البَدْءِ ، قبلَ الأعصُر

أنا بعثرتُ نُجومي فيهما

ما المصابيحُ التي لاحتْ على

فَتْحتيْ عينيْكِ .. إلا فِكَري

إعْقِدي الشالَ .. فلو أنتِ معي

مرة ، غيَّرتُ مجرى القَدَرِ

بَعْدُ .. تدعوكِ ، فلا تَفْتكِري

رَجَعَ الصيفُ لعينيكِ.. ولي

وأراجيحُ لنا معقُودةٌ

نحنُ منثورُ الرُبَى .. زَنْبَقُها..

شَهْقَةُ النَجْماتِ في المُنْحَدَرِ

بالأغاني .. برُفُوف الزَهَرِ

إنَّهُ أوَّلُ صيفٍ مَرَّ بي

***

مَنْ تكونينَ أَيَا أٌغْنيةً

أنتِ يا وَعْداً يصَحْوٍ مُقْبِلٍ

بعطايا فوق وُسْع البَيْدَرِ

وافتكارٌ بإنائَيْ جَوْهَرِ..

وتَوَقَّعْتُكِ دَهْراً .. فإذا

فوقَ ما يحلُمُ ثلجٌ بِذُرىً

وترابٌ برجوع المَطَرِ

لو معي حبُّكِ .. لاجْتَحْتُ الذُرى

ولحرَّكْتُ ضميرَ الحَجَرِ

في عُرَى هذا القميص الأحمرِ

تُنْبِئي الليلَ بهذا الخَبَرِ

واتْرُكيهِ .. واتْرُكيني نَبَأً

***

أيُّ فَضْلٍ لكِ في الدنيا إذا

ضَلَّ إزْمِيلي .. إذا لم تُصْبِحي

قَمَراً .. أو شُرْفةً في قَمَرِ ...

وتَوَقَّعْتُكِ دَهْراً .. فإذا

بكِ فوقَ المُرْتَجَى المُنْتَطَرِ..

فوقَ ما يحلُمُ ثلجٌ بِذُرىً

وترابٌ برجوع المَطَرِ

***

لو معي حبُّكِ .. لاجْتَحْتُ الذُرى

ولحرَّكْتُ ضميرَ الحَجَرِ

ولَجمَّعتُ الدُنَا .. كُلَّ الدُنا

في عُرَى هذا القميص الأحمرِ

إنَّني أعبُدُ عَيْنَيْكِ .. فلا

تُنْبِئي الليلَ بهذا الخَبَرِ

واتْرُكيهِ .. واتْرُكيني نَبَأً

لم يَجُلْ بَعْدُ بفكرِ المُضْمَرِ..

***

أيُّ فَضْلٍ لكِ في الدنيا إذا

أنتِ لم تحترقي كالشَرَرِ

ضَلَّ إزْمِيلي .. إذا لم تُصْبِحي

قَمَراً .. أو شُرْفةً في قَمَرِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 9:55 pm

بلقيس


شُكراً لكم ..

شُكراً لكم . .

فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم

أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ

وقصيدتي اغْتِيلتْ ..

وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..

- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

بلقيسُ ...

كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ

بلقيسُ ..

كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ

كانتْ إذا تمشي ..

ترافقُها طواويسٌ ..

وتتبعُها أيائِلْ ..

بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..

ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ

هل يا تُرى ..

من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟

يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..

يا غجريَّتي الشقراءَ ..

يا أمواجَ دجلةَ . .

تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا

أحلى الخلاخِلْ ..

قتلوكِ يا بلقيسُ ..

أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..

تلكَ التي

تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟

أين السَّمَوْأَلُ ؟

والمُهَلْهَلُ ؟

والغطاريفُ الأوائِلْ ؟

فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..

وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..

وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..

قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..

تأوي ملايينُ الكواكبْ ..

سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ

فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟

أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ

لا تتغيَّبِي عنّي

فإنَّ الشمسَ بعدكِ

لا تُضيءُ على السواحِلْ . .

سأقول في التحقيق :

إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ

وأقول في التحقيق :

إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..

وأقولُ :

إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..

فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ

هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..

كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..

ما بين الحدائقِ والمزابلْ

بلقيسُ ..

أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..

والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..

سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا

فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..

يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..

يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ

بلقيسُ ..

يا عصفورتي الأحلى ..

ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى

ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ

أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ

ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ

بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..

وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ

والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..

وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..

وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..

وفي وَرَقِ الجرائدِ ..

والحروفِ الأبجديَّةْ ...

ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..

ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..

ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..

والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..

ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..

حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ

بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ

حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..

صارَ القضيَّةْ ..

هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟

فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ

كانتْ مزيجاً رائِعَاً

بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..

كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا

ينامُ ولا ينامْ ..

بلقيسُ ..

يا عِطْرَاً بذاكرتي ..

ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..

قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ

من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..

بلقيسُ ..

ليستْ هذهِ مرثيَّةً

لكنْ ..

على العَرَبِ السلامْ

بلقيسُ ..

مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..

والبيتُ الصغيرُ ..

يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ

نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ

ولا تروي فُضُولْ ..

بلقيسُ ..

مذبوحونَ حتى العَظْم ..

والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..

ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟

هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟

هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟

هل تأتينَ باسمةً ..

وناضرةً ..

ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

بلقيسُ ..

إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..

ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..

وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..

بينَ المرايا والستائرْ

حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها

لم تنطفئْ ..

ودخانُهَا

ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ

بلقيسُ ..

مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..

والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ

بلقيسُ ..

كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..

وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..

يا زوجتي ..

وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..

قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..

فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..

بلقيسُ ..

هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..

والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..

فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟

ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..

وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

بلقيسُ ..

إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..

وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها

وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..

تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..

وأطفأتِ القَمَرْ ..

بلقيسُ ..

يا بلقيسُ ..

يا بلقيسُ

كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..

فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..

بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً

ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

بلقيسُ ..

كيفَ تركتِنا في الريح ..

نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟

وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ

كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..

أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟

وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

بلقيسُ ..

يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..

ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..

وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..

يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..

مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟

بلقيسُ ..

أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..

والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..

ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..

ضاقَ بنا المكانْ ..

بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..

فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..

بلقيسُ ..

تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..

وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..

فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ

ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ

حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..

تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ

ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..

على الستائرِ ..

والمقاعدِ ..

والأوَاني ..

ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..

من الخواتم تطْلَعِينَ ..

من القصيدة تطْلَعِينَ ..

من الشُّمُوعِ ..

من الكُؤُوسِ ..

من النبيذ الأُرْجُواني ..

بلقيسُ ..

يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..

في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..

وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..

فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..

هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..

هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..

وتدخُلينَ على الضيوفِ ..

كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

بلقيسُ ..

أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟

والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..

أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي

ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟

أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..

فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..

تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..

فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..

هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟

بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..

وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..

وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...

بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ

ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ

ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟

إنَ الكلامَ فضيحتي ..

ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..

عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..

وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..

ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..

إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ

أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..

بلقيسُ :

يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..

ويا زُرَافَةَ كبرياءْ

بلقيسُ :

إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..

ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..

ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..

ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..

فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟

فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً

بين أعناقِ الرجالِ ..

وبين أعناقِ النساءْ ..

بلقيسُ :

إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا

كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..

وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..

لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم

إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..

وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..

ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ

نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...

البحرُ في بيروتَ ..

بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..

والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ

التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..

ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ

الحُزْنُ يا بلقيسُ ..

يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..

الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ

أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..

وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..

لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..

السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي

وخاصِرَةِ العبارَةْ ..

كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..

بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..

فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟

أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..

أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..

بلقيسُ :

يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..

الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..

الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..

سَأَقُولُ في التحقيقِ ..

إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..

والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..

وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..

ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..

وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..

وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..

وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ

وأنْ لا فَرْقَ ..

ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!

سَأَقُولُ في التحقيق :

إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ

وأقُولُ :

إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ

وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..

وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..

حتّى العيونُ الخُضْرُ ..

يأكُلُهَا العَرَبْ

حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ

والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..

حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..

ولا أدري السَّبَبْ ..

حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..

و لا أدري السَّبَبْ ..

حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ

حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..

وجميعُ أشياء الجمالِ ..

جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..

لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ

يا بلقيسُ ،

لُؤْلُؤَةً كريمَةْ

فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ

أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟

بلقيسُ ..

يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني

من كُلِّ تاريخي خَجُولْ

هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..

مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..

يا بلقيسُ ..

يا أَحْلَى وَطَنْ ..

لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..

لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..

ما زلتُ أدفعُ من دمي ..

أعلى جَزَاءْ ..

كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ

شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..

مثلَ أوراق الشتاءْ

هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟

وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ

في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟

أم أنّني وحدي الذي

عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟

سَأقُولُ في التحقيق :

كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ

كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..

يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..

ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..

ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..

كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..

كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..

ويأكُلُونَ ..

ويَسْكَرُونَ ..

على حسابِ أبي لَهَبْ ..

لا قَمْحَةٌ في الأرض ..

تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ

لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا

إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..

فِراشَ أبي لَهَبْ !!...

لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..

دونَ رأي أبي لَهَبْ ..

لا رأسَ يُقْطَعُ

دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..

سَأقُولُ في التحقيق :

كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ

وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا

وخاتَمَ عُرْسِهَا ..

وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي

يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..

سَأَقُولُ في التحقيق :

كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ

وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..

سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..

وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..

فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ

هل مَوْتُ بلقيسٍ ...

هو النَّصْرُ الوحيدُ

بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...

بلقيسُ ..

يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..

الأنبياءُ الكاذبُونَ ..

يُقَرْفِصُونَ ..

ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ

ولا رِسَالَةْ ..

لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

من فلسطينَ الحزينةِ ..

نَجْمَةً ..

أو بُرْتُقَالَةْ ..

لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..

من شواطئ غَزَّةٍ

حَجَرَاً صغيراً

أو محَاَرَةْ ..

لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..

زيتونةً ..

أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً

ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ

لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..

يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..

لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً

ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...

ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..

في هذا الزَمَانِ ؟

ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟

في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..

المَجُوسيِّ ..

الجَبَان

والعالمُ العربيُّ

مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..

ومَقْطُوعُ اللسانِ ..

نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها

فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟

أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..

أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..

أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..

والطُّفُولَةَ .. والأماني

بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..

عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى

لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ

قد قَتَلُوا حِصَاني

بلقيسُ :

أسألكِ السماحَ ، فربَّما

كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..

إنّي لأعرفُ جَيّداً ..

أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ

أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!

نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ

فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..

والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ

سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..

تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..

وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ

تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...

وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..

أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

ق .. ت .. ل ..و .. ا

ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 9:58 pm

الى الامير الدمشقي توفيق قباني

1

مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات..

ومقصوصة ، كجناح أبيك، هي المفردات

فكيف يغني المغني؟

وقد ملأ الدمع كل الدواه..

وماذا سأكتب يا بني؟

وموتك ألغى جميع اللغات..

2

لأي سماء نمد يدينا؟

ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا..

يهاجمنا الموت من كل صوب..

ويقطعنا مثل صفصافتين

فأذكر، حين أراك، عليا

وتذكر حين تراني ، الحسين

3

أشيلك، يا ولدي ، فوق ظهري

كمئذنة كسرت قطعتين..

وشعرك حقل من القمح تحت المطر..

ورأسك في راحتي وردة دمشقية .. وبقايا قمر

أواجه موتك وحدي..

وأجمع كل ثيابك وحدي

وألثم قمصانك العاطرات..

ورسمك فوق جواز السفر

وأصرخ مثل المجانين وحدي

وكل الوجوه أمامي نحاس

وكل العيون أمامي حجر

فكيف أقاوم سيف الزمان؟

وسيفي انكسر..

4

سأخبركم عن أميري الجميل

سأخبركم عن أميري الجميل

عن الكان مثل المرايا نقاء، ومثل السنابل طولا..

ومثل النخيل..

وكان صديق الخراف الصغيرة، كان صديق العصافير

كان صديق الهديل..

سأخبركم عن بنفسج عينيه..

هل تعرفون زجاج الكنائس؟

هل تعرفون دموع الثريات حين تسيل..

وهل تعرفون نوافير روما؟

وحزن المراكب قبل الرحيل

سأخبركم عنه..

كان كيوسف حسنا.. وكنت أخاف عليه من الذئب

كنت أخاف على شعره الذهبي الطويل

... وأمس أتوا يحملون قميص حبيبي

وقد صبغته دماء الأصيل

فما حيلتي يا قصيدة عمري؟

إذا كنت أنت جميلا..

وحظي جميلا..

5

لماذا الجرائد تغتالني؟

وتشنقني كل يوم بحبل طويل من الذكريات

أحاول أن لا أصدق موتك، كل التقارير كذب،

وكل كلام الأطباء كذب.

وكل الأكاليل فوق ضريحك كذب..

وكل المدامع والحشرجات..

أحاول أن لا أصدق أن الأمير الخرافي توفيق مات..

وأن الجبين المسافر بين الكواكب مات..

وأن الذي كان يقطف من شجر الشمس مات..

وأن الذي كان يخزن ماء البحار بعينيه مات..

فموتك يا ولدي نكتة .. وقد يصبح الموت أقسى النكات

6

أحاول أن لا أصدق . ها أنت تعبر جسر الزمالك،

ها أنت تدخل كالرمح نادي الجزيرة، تلقي على الأصدقاء التحيه،

تمرق مثل الشعاع السماوي بين السحاب وبين المطر..

وها هي شفتك القاهرية، هذا سريرك، هذا مكان

جلوسك، ها هي لوحاتك الرائعات..

وأنت أمامي بدشداشة القطن، تصنع شاي الصباح،

وتسقي الزهور على الشرفات..

أحاول أن لا أصدق عيني..

هنا كتب الطب ما زال فيها بقية أنفاسك الطيبات

وها هو ثوب الطبيب المعلق يحلم بالمجد والأمنيات

فيا نخلة العمر .. كيف أصدق أنك ترحل كالأغنيات

وأن شهادتك الجامعية يوما .. ستصبح صك الوفاه!!

7

أتوفيق..

لو كان للموت طفل، لأدرك ما هو موت البنين

ولو كان للموت عقل..

سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين

ولو كان للموت قلب .. تردد في ذبح أولادنا الطيبين.

أتوفيق يا ملكي الملامح.. يا قمري الجبين..

صديقات بيروت منتظرات..

رجوعك يا سيد العشق والعاشقين..

فكيف سأكسر أحلامهن؟

وأغرقهن ببحر الذهول

وماذا أقول لهن حبيبات عمرك، ماذا أقول؟

8

أتوفيق ..

إن جسور الزمالك ترقب كل صباح خطاك

وإن الحمام الدمشقي يحمل تحت جناحيه دفء هواك

فيا قرة العين .. كيف وجدت الحياة هناك؟

فهل ستفكر فينا قليلا؟

وترجع في آخر الصيف حتى نراك..

أتوفيق ..

إني جبان أمام رثائك..

فارحم أباك...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 9:59 pm

لكي اتذكر باقي النساء

حَرامٌ عليكِ..

حَرامٌ عليكِ..

أخذْتِ ألوفَ العصافير منّي

ولونَ السماءْ..

وصادرْتِ من رئتيَّ الهواءْ

أريدُكِ..

أن تمنحيني قليلاً من الوقتِ،

كَيْْ أتذكّر باقي النساءْ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 10:05 pm

رسالة حب 71 - 80


(71)

يوم تعثرينَ على رَجُل..

يقدر أن يحوّل كلَّ ذرَة من ذرّاتكِ

إلى شِعْرْ..

ويجعل كلَ شَعْرة من شَعَراتكِ .. قصيدة

يوم تعثرين على رَجُل..

يقدر _ كما فعلتُ أنا _

أن يجعلك تغتسلينَ بالشِعرْ..

وتتكحّلين بالشِعرْ..

وتتمشّطين بالشِعرْ..

فسوفَ أتوسّلُ إليكِ..

أن تتبعيه بلا تردّد..

فليس المهمّ أن تكوني لي..

وليس المهمّ .. أن تكوني له

المهمّ..

أن تكوني للشعرْ..

هوايةً خطيرة..

وهي أن أتحدّثَ عنكِ إلى النساءْ..

لذةٌ كبيرةٌ .. أن أزرعَكِ في عيون النساءْ

في فضولهنّ..

في دهشتهنّ.

لذةٌ ما بعدها لذّة..

أن أُضرمَ النارَ في ثياب الجميلاتْ

وأتفرّج بفرح شيطاني..

على الحرائق المشتعلة فيهنّ..

عيونُ النساءْ..

هي المرايا المدهشة..

التي تطمئنني أن قصّة حبّنا غير مألوفة..

وأنكِ امرأة لا تكرّر..

سامحيني إذا فعلتُ هذا..

فأنا لا أطيقُ تعذيبَ الآخرينْ..

غير أنّي أردتُ رسْمَ صورتك

في أحداق النساء..

لأرى.. كيف تزدادُ اتساعا..

(73)

لا تشتكي من تطرّفي..

هي تلك الأيّام التي نسيتِ فيها تمدّنك

وانزرعتِ بلحمي .. كحربةٍ مسمومة..

أروعُ أيّامك..

_إذا كان لكِ أيَّامٌ قبلي_

هي الأيّام التي اختلط فيها رمادُك برمادي..

كما يختلطُ رمادُ لُفَافَتينْ..

في منفضةٍ واحدة..

(74)

لا أنا أستطيع أن أفعلَ شيئاً

ولا أنتِ تستطيعن أن تفعلي شيئاً

ماذا يستطيع أن يفعل الجرح

بعد دقائق . تضربُ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ..

وينتهي عامٌ .. ويولدُ عامْ..

لا تهمّني السنوات التي تولد..

ولا السنواتُ التي تموت..

فأنتِ الزمنُ الوحيد..

لن أُقَبِّلك عندما تُطفأ الأنوارْ..

كما يفعل كلُّ الأغبياء..

ولن أرقصَ معكِ بشراسة

كما يفعل كلُّ المجانين..

ولن اخترعَ كلاماً سخيفاً

يحمل إليكِ أطيبَ تمنياتي بعامٍ جديدْ.

فالتمثيلُ ليس مهنتي..

إنّي أحبّكِ..

بعيداً عن كؤوس الويسكي..

وقُبَّعات الورقْ..

بعيداً عن موسيقى الجاز..

وانفجار البالونات الملوّنة..

أحبّك..

وأنا أنزفُ على الطاولة وحدي..

كما ينزف مصارع الثيرانْ..

أحبّكِ..

قبل أن تضربَ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ..

وبعد أن تضربَ الساعةُ الثانيةَ عشرهْ..

وإنما حبيبة كلِّ الساعاتْ..

وكلِّ الأزمنة..

بعد دقائقْ..

سيرحل عامٌ كنتِ سيّدتَه ومليكتَهْ

فيا سيّدتي ومليكتي

لا أريد من الله ذهباً ولا قصوراً..

لا أريد منه ديباجاً ولا حريرا..

أريدُ منه فقط..

أن يُبقيكِ حبيبتي..

(76)

يوم تعرّفتُ عليكِ .. منذ عامينْ

كنتِ قطّةً تركية مدلّلهْ..

تتشمَّس..

وتتثاءب..

وتلحس فروتها..

كنتِ تموئين.. وتشربينَ الحليبَ المعقَّمْ..

وتلعبين بخيوط الصوفْ..

ومن بَصَمات أصابعي..

عندما تعرّفتُ عليكِ..

لم تكن لديكِ همومٌ عاطفية

كبقيَّة القِطَطْ..

ولم تكن لديكِ شهيّةُ المغامرة..

والتناسل ، في الأزقة الضيّقة

كملايين القِطَطِ الأخرى..

*

بعد عامينْ..

من المناقشات العصبيَّة

والغضَب ، والتشنّجاتْ..

تحوّلتِ من قطة سمينة ومترهّلة..

تتعاطى الحبوبَ المنوِّمة..

والماريجوانا..

إلى قطةٍ ترفض تاريخَها..

فكسرتِ زجاجةَ الحليب المعقَّمْ

ورميتِ كرةَ الصوف على الأرض..

ووثبتِ إلى حضني..

*

بعد عامين معي..

أصبحتِ قطةً غيرَ عاديَّهْ

أصبحتِ قطّتي..

(77)

كنتُ ساذجاً..

حين تصوّرتُ أنّني أستطيع أن أغتالكِ بالسفرْ..

وأقتلكِ..

تحت عَجلات القطارات التي تحملني..

صوتُكِ..

يتبعني على كلِّ الطائراتْ..

يخرج كالعصفور من قبّعات المضيفاتْ..

ينتظرني..

في مقاهي سان جرمان.. وسوهو..

كنتُ ساذجاً..

حين ظننتُ أنّي تركتكِ ورائي.

كلُّ حقيبة أفتحها..

أجدكِ فيها..

كلُّ قميصٍ ألبسه ، يحمل رائحتكِ...

كلُّ جريدةٍ صباحية أقرؤها..

تنشر صورتك..

كلُّ مسرحٍ أدخله..

أراكِ في المقعد المجاور لمقعدي..

كلّ زجاجة عطرٍ أشتريها..

هي لكِ..

فمتى .. متى أتخلّص منكِ

أيتها المسافرةُ في سفري..

والراحلةُ في رحيلي..

(78)

أعرف..

ونحن على رصيف المحطّة.

أنَّكِ تنتظرين رجلاً آخر..

وأعرفُ، وأنا أحمل حقائبك

أنكِ ستسافرين مع رجل آخر..

وأعرف .. أنني لم أكنْ..

سوى مروحةٍ صينية خفَّفتْ عنكِ حرارة الصيفْ

ورميتِها بعد الصيفْ..

أعرف أيضاً..

أن رسائل الحبّ التي كتبتُها لكِ..

لم تكن سوى مرايا..

ومع هذا ..

سأحملُ حقائبك..

وحقائبَ حبيبك..

لأنّني .. أستحي أن أصفع امرأةً

تحمل في حقيبة يدها البيضاءْ..

أحلى أيّام حياتي..

(79)

كلَّما مرَّ صوتُكِ البنفسجيّ

من أسلاك الهاتف..

وصَبَّحَ عليّْ..

أتحوّلُ إلى غابة..

(80)

لنْ يكونَ ذهابُكِ مأساوياً

كما تتصوّرينْ..

فأنا كأشجار الصفصافْ

أموتُ دائماً..

وأنا واقفٌ على قدميّْ..

لأنّني .. أستحي أن أصفع امرأةً

تحمل في حقيبة يدها البيضاءْ..

أحلى أيّام حياتي..

(79)

كلَّما مرَّ صوتُكِ البنفسجيّ

من أسلاك الهاتف..

وصَبَّحَ عليّْ..

أتحوّلُ إلى غابة..

(80)

لنْ يكونَ ذهابُكِ مأساوياً

كما تتصوّرينْ..

فأنا كأشجار الصفصافْ

أموتُ دائماً..

وأنا واقفٌ على قدميّْ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 10:07 pm

الى ممثلة فاشلة


1

في طَبْعكِ التمثيلْ

في طَبْعكِ التمثيلْ

ثيابُكِ الغريبةُ الصارخةُ الألوانْ..

وصوتُكِ المُفْرِطُ في الحنانْ..

وشَعْرُكِ الضائعُ في الزمان والمكانْ..

والحَلَقُ المغامرُ الطويلْ

جميعُها .. جميعُها..

من عُدَّةِ التمثيلْ..

2

سيّدتي:

إيّاكِ أن تستعملي قصائدي

في غَرَض التجميلْ

فإنَّني أكرهُ كلَّ امرأةٍ

تستعملُ الرجالَ للتجميلْ

لستُ أنا .. لستُ أنا..

الشخص الذي تُعلِّقينَ في الخِزَانَهْ

ولا طُموحي أن أُسمَّى شاعرَ السُلْطَانَهْ

أو أن أكونَ قِطَّةً تُرْكيةً

تنامُ طولَ الليل تحت شَعْركِ الطويلْ

فالدورُ مستحيلْ

لأنَّني أرفضُ كلَّ امْرَأةٍ..

تُحِبُّني .. في غَرَض التجميلْ..

3

لا تسْحَبيني من يدي..

إلى مشاويركِ مثلَ الحَمَل الوديعْ.

لا تحسبيني عاشقاً من جُمْلة العُشَّاق في القطيعْ.

ما عدتُ أستطيعُ أن أحتملَ الإذلالَ يا سيِّدتي،

والريحَ .. والصقيعْ..

ما عدتُ أستطيعْ..

نصيحتي إليكِ .. أن لا تَصْبغي الشفاهَ من دمائي

نصيحتي إليكِ .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي

نصيحتي إليكِ .. أن لا تعرضي

رسائلي التي كتبتُها إليكِ كالإمَاءِ..

فإنَّني آخرُ مَنْ يُعْرَضَ كالخيول في مجالس النساءِ..

4

نصيحةٌ برئيةٌ إليكِ .. يا عزيزتي

لا تحسبيني وَصْلَةً شِعْريّةً أكونُ فيها نَجْمَ حَفْلاتِكْ.

أو تحسبيني بطلاً من وَرَقِ يموتُ في إحدى رواياتِكْ

أو تُشْعليني شَمْعةً لتضْمَني نجاحَ سَهْراتِكْ..

أو تلبسيني معطفاً لتعرفي رأيَ صديقاتِكْ..

أو تجعليني عادةً يوميَّةً من بين عاداتِكْ..

5

نصيحةٌ أخيرةٌ إليكِ .. يا عزيزتي

لا تسْتَغِلّي الشِعْرَ حتى تُشْبِعي إحدى هواياتِكْ

فلنْ أكونَ راقصاَ مُحْترفاً...

يسعى إلى إرضاء نَزْواتِكْ

وها أنا أقدِّمُ استقالتي

من كُلِ جنَّاتِكْ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة
عضو فعال
عضو  فعال
هبة


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 107
عمريَ » : 45
مكآنيَ » : بغداد
نقآطيَ » : 75818
تآريخ التسجيــل : 13/07/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 10:10 pm


شؤون صغيرة


تمر بها أنت .. دون التفات

تساوي لدي حياتي

جميع حياتي..

حوادث .. قد لا تثير اهتمامك

أعمر منها قصور

وأحيا عليها شهور

وأغزل منها حكايا كثيرة

وألف سماء..

وألف جزيرة..

شؤون ..

شؤونك تلك الصغيرة

فحين تدخن أجثو أمامك

كقطتك الطيبة

وكلي أمان

ألاحق مزهوة معجبة

خيوط الدخان

توزعها في زوايا المكان

دوائر.. دوائر

وترحل في آخر الليل عني

كنجم، كطيب مهاجر

وتتركني يا صديق حياتي

لرائحة التبغ والذكريات

وأبقي أنا ..

في صقيع انفرادي

وزادي أنا .. كل زادي

حطام السجائر

وصحن .. يضم رمادا

يضم رمادي..

***

وحين أكون مريضة

وتحمل أزهارك الغالية

صديقي.. إلي

وتجعل بين يديك يدي

يعود لي اللون والعافية

وتلتصق الشمس في وجنتي

وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة

وأنت ترد غطائي علي

وتجعل رأسي فوق الوسادة..

تمنيت كل التمني

صديقي .. لو أني

أظل .. أظل عليلة

لتسأل عني

لتحمل لي كل يوم

ورودا جميلة..

وإن رن في بيتنا الهاتف

إليه أطير

أنا .. يا صديقي الأثير

بفرحة طفل صغير

بشوق سنونوة شاردة

وأحتضن الآلة الجامدة

وأعصر أسلاكها الباردة

وأنتظر الصوت ..

صوتك يهمي علي

دفيئا .. مليئا .. قوي

كصوت نبي

كصوت وارتطام النجوم

كصوت سقوط الحلي

وأبكي .. وأبكي ..

لأنك فكرت في

لأنك من شرفات الغيوب

هتفت إلي..

***

ويوم أجيء إليك

لكي أستعير كتاب

لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب

تمد أصابعك المتعبة

إلى المكتبة..

وأبقي أنا .. في ضباب الضباب

كأني سؤال بغير جواب..

أحدق فيك وفي المكتبة

كما تفعل القطة الطيبة

تراك اكتشفت؟

تراك عرفت؟

بأني جئت لغير الكتاب

وأني لست سوى كاذبة

.. وأمضى سريعا إلى مخدعي

أضم الكتاب إلى أضلعي

كأني حملت الوجود معي

وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور

وأنبش بين السطور .. وخلف السطور

وأعدو وراء الفواصل .. أعدو

وراء نقاط تدور

ورأسي يدور ..

كأني عصفورة جائعة

تفتش عن فضلات البذور

لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير

تركت بإحدى الزوايا ..

عبارة حب قصيرة ..

جنينة شوق صغيرة

لعلك بين الصحائف خبأت شيا

سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..

***

وحين نكون معا في الطريق

وتأخذ - من غير قصد - ذراعي

أحس أنا يا صديق ..

بشيء عميق

بشيء يشابه طعم الحريق

على مرفقي ..

وأرفع كفي نحو السماء

لتجعل دربي بغير انتهاء

وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع

لكي يستمر ضياعي

وحين أعود مساء إلى غرفتي

وأنزع عن كتفي الرداء

أحس - وما أنت في غرفتي -

بأن يديك

تلفان في رحمة مرفقي

وأبقي لأعبد يا مرهقي

مكان أصابعك الدافئات

على كم فستاني الأزرق ..

وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع

كأن ذراعي ليست ذراعي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 11:52 pm

الأخت هبة
الله يعطيك العافية
و مشطورة على هذا الفيض
من أشعار الكبير نزار قباني
تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 11:53 pm

الخروج عن النص


1

أرسم على كراستي مهرين صغيرين

يلعبان على ساحل البحر

ويرشان بعضهما بالماء

واحدٌ له جناحٌ من صوف الأنغورا

والثاني له جناحٌ من دانتيل فينيسيا

واحدٌ يأكل العشب من مراعي القمر

وواحد يأكل العشب من مراعي صدري

واحدٌ.. أضع على رأسه نقطةً حمراء

وواحدٌ.. أتركه بلا تنقيط

أرسم على كراستي مهرين صغيرين

واحدٌ تعود أن يرضع حليب أمه..

والثاني تعود أن يرضع دمي..

وأسميهما مجازاً (النهدين)..

يكفرني الذين لم يشاهدوا في حياتهم نهداً حقيقياً.

لأنني رسمت على كراستي حصاناً

وعندما انتهيت من رسم الحصان

قفز من الكراسة، وطار..

يعتبرون عملي بدعةً

وخروجاً عن النص..

فالنص سجنٌ للنساء

النهد انقلابٌ أبيض

النص نظام استعماري قديم

النهد حركة ليبراليه..

النص زجاجةٌ ضيقة العنق

والنهد سمكه...

3

عندما أخبرهم أنني عرفت في أسفاري

نهوداً من جزر تاهيتي

تنبت كأشجار جوز الهند

ونهوداً من بساتين شط العرب

تنط على كتف الرجل.. كضفدعةٍ نهريه

ونهوداً من تايلاند

تختصر رقة كونفوشيوس

وعنف ماوتسي تونغ..

ونهوداً من جنوب السودان

لها رائحة البن المحروق

تدخل في خاصرة العاشق

ولا تخرج.. إلى أن يشاء الله..

4

يدينني..

أرنباً يركض

يطلقون النار على أسماكي..

وضفادعي..

وأزاهيري الاستوائيه..

يطلقون النار على حصاني

لأنه حملك على ظهره ذات ليله

ومشى سبعة أيامٍ.. وسبع ليالٍ

حتى أوصلك بسلامة الله

إلى شواطئ صدري

ومشى سبعة أيامٍ.. وسبع ليالٍ

حتى أوصلك بسلامة الله

إلى شواطئ صدري

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 11:55 pm

المهرولون


1

سقطت آخر جدران الحياء.

و فرحنا.. و رقصنا..

و تباركنا بتوقيع سلام الجبناء

لم يعد يرعبنا شيئٌ..

و لا يخجلنا شيئٌ..

فقد يبست فينا عروق الكبرياء…

2

سقطت..للمرة الخمسين عذريتنا..

دون أن نهتز.. أو نصرخ..

أو يرعبنا مرأى الدماء..

و دخلنا في زمان الهرولة..

و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

و ركضنا.. و لهثنا..

و تسابقنا لتقبيل حذاء القتلة..

3

جوعوا أطفالنا خمسين عاماً.

و رموا في آخر الصوم إلينا..

بصلة...

4

سقطت غرناطةٌ

للمرة الخمسين من أيدي العرب.

سقط التاريخ من أيدي العرب.

سقطت أعمدة الروح, و أفخاذ القبيلة.

سقطت كل مواويل البطولة.

سقطت كل مواويل البطولة.

سقطت إشبيلة.

سقطت أنطاكيه..

سقطت حطين من غير قتالً..

سقطت عمورية..

سقطت مريم في أيدي الميليشيات

فما من رجلٍ ينقذ الرمز السماوي

و لا ثم رجولة...

5

سقطت آخر محظياتنا

في يد الروم, فعن ماذا ندافع؟

لم يعد في قصرنا جاريةٌ واحدةٌ

تصنع القهوة و الجنس..

فعن ماذا ندافع؟؟

6

لم يعد في يدنا

أندلسٌ واحدةٌ نملكها..

سرقوا الابواب

و الحيطان و الزوجات, و الأولاد,

و الزيتون, و الزيت

و أحجار الشوارع.

سرقوا عيسى بن مريم

و هو ما زال رضيعاً..

سرقوا ذاكرة الليمون..

و المشمش.. و النعناع منا..

و قناديل الجوامع...

7

تركوا علبة سردينٍ بأيدينا

تسمى (غزةً)..

عظمةً يابسةً تدعى (أريحا)..

فندقاً يدعى فلسطين..

بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..

تركونا جسداً دون عظامٍ

و يداً دون أصابع...

8

لم يعد ثمة أطلال لكي نبكي عليها.

كيف تبكي أمةٌ

أخذوا منها المدامع؟؟

9

بعد هذا الغزل السري في أوسلو

خرجنا عاقرين..

وهبونا وطناً أصغر من حبة قمحٍ..

وطناً نبلعه من غير ماءٍ

كحبوب الأسبرين!!..

10

بعد خمسين سنة..

نجلس الآن, على الأرض الخراب..

ما لنا مأوى

كآلاف الكلاب!!.

11

بعد خمسين سنة

ما وجدنا وطناً نسكنه إلا السراب..

ليس صلحاً,

ذلك الصلح الذي أدخل كالخنجر فينا..

إنه فعل إغتصاب!!..

12

ما تفيد الهرولة؟

ما تفيد الهرولة؟

عندما يبقى ضمير الشعب حياً

كفتيل القنبلة..

لن تساوي كل توقيعات أوسلو..

خردلة!!..

13

كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

و هلالٍ أبيضٍ..

و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلة..

و وجدنا فجأة أنفسنا.. في مزبلة!!.

14

من ترى يسألهم عن سلام الجبناء؟

لا سلام الأقوياء القادرين.

من ترى يسألهم

عن سلام البيع بالتقسيط..

و التأجير بالتقسيط..

و الصفقات..

و التجار و المستثمرين؟.

من ترى يسألهم

عن سلام الميتين؟

أسكتوا الشارع

و اغتالوا جميع الأسئلة..

و جميع السائلين...

15

... و تزوجنا بلا حبٍ..

من الأنثى التي ذات يومٍ أكلت أولادنا..

مضغت أكبادنا..

و أخذناها إلى شهر العسل..

و سكرنا.. و رقصنا..

و استعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل..

ثم أنجبنا, لسوء الحظ, أولاد معاقين

لهم شكل الضفادع..

و تشردنا على أرصفة الحزن,

فلا ثمة بلدٍ نحضنه..

أو من ولد!!

16

لم يكن في العرس رقصٌ عربي.ٌ

أو طعامٌ عربي.ٌ

أو غناءٌ عربي.ٌ

أو حياء عربي.ٌ ٌ

فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد..

17

كان نصف المهر بالدولار..

كان الخاتم الماسي بالدولار..

كانت أجرة المأذون بالدولار..

و الكعكة كانت هبةً من أمريكا..

و غطاء العرس, و الأزهار, و الشمع,

و موسيقى المارينز..

كلها قد صنعت في أمريكا!!.

18

و انتهى العرس..

و لم تحضر فلسطين الفرح.

بل رأت صورتها مبثوثةً عبر كل الأقنية..

و رأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..

نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

و هي مثل الطائر المذبوح تصرخ:

ليس هذا الثوب ثوبي..

ليس هذا العار عاري..

أبداً..يا أمريكا..

أبداً..يا أمريكا..

أبداً..يا أمريكا..

***********************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 11:56 pm

زيتية العينين


زيتية العينين .. لا تغلقي

يسلم هذا الشفق الفستقي

أغرقت الدنيا ولم تغرق..

في أبدٍ . يبدا ولا ينتهي

في جزرٍ تبحث عن نفسها

ومطلقٍ يولد من مطلق

تشردي في غابة الفستق

***

باعك هذا اللون .. قولي. اصدقي

أمن ضفاف (السين) خيطانه

أم من صغير العشب لملمته

بحيرةٌ خضراء في شطها

نامت صبايا النور .. لم تتقي

صفصافةٌ تحت الضحى الزنبقي

عريشةٌ كسلى على سفحنا

***

شباكي الصغير .. يفضي إلى

إلى نوافيرٍ رماديةٍ

تبكي بصوتٍ أزرقٍ .. أزرق

يفضي إلى لا منتهى شيق

من ألف عامٍ وأنا مبحرٌ

أمضي على زمردٍ دافئٍ

يرهقني .. فديت يا مرهقي

من خلف خلف الهدب المطرق

منك ، على شعري .. على مفرقي

يا مطر العينين .. لا تنقطع

لا تنقطع ثانيةً .. إنني

جوع الربى للأخضر المورق

سفينتي . لا بد أن نلتقي

يفضي إلى لا منتهى شيق

من ألف عامٍ وأنا مبحرٌ

ولم أصل .. ولم يصل زورقي

أمضي على زمردٍ دافئٍ

يرهقني .. فديت يا مرهقي

وشوشة المياه مسموعةٌ

من خلف خلف الهدب المطرق

قطرات فيروزٍ على جبهتي

منك ، على شعري .. على مفرقي

يا مطر العينين .. لا تنقطع

أنا حنين الطيب للدورق

لا تنقطع ثانيةً .. إنني

جوع الربى للأخضر المورق

يا مرفأ الفيروز .. يا متعباً

سفينتي . لا بد أن نلتقي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 11:58 pm

محاولة تشكيلية لرسم بيروت


1

عندما ترجع بيروت إلينا

بالسلامه ..

عندما ترجع بيروت التي نعرفها

مثلما ترجع للدار الحمامه ..

سوف نرمي في مياه البحر

أوراق السفر ..

وسنستأجر كرسيين في بيت القمر ..

وسنقضي الوقت ،

في زرع المواويل ..

وفي زرع الشجر

آه .. يا بيروت كم أتعبنا هذا السفر .

فاغمرينا ..

بمكاتيب المحبين .. اغمرينا

بتقاسيم العصافير .. اغمرينا

بمزاريب المطر ...

2

عندما ترجع بيروت

التي كانت ملاذاً لهوانا .

والتي قد أورقت

فيها من الحب يدانا .

مثلما يرجع في الفجر الشراع .

عندما ترجع بيروت ..

فهل تأخذني ؟

يا صديقي ، مرةً أخرى ،

إلى سهل البقاع .

حيث أغلى حلمٍ عندي

(عروسٌ من لبن) ..

آه .. كم كان بسيطاً

حب ذياك الزمن

آه .. كم كان جميلاً

إن يكون الحب إقليماً صغيراً

من أقاليم الوطن ..

3

هل من الممكن أن تطلع بيروت الجميله

مرةً أخرى ..

من الأرض الخراب ؟

هل من الممكن ، أن ينبت قمحٌ

في مياه البحر ،

أو يأتي مع الموج كتاب ؟

هل من الممكن أن نكتب شعراً ؟

مرةً أخرى .. على حبة لوزٍ أخضرٍ

أو على قطن السحاب ؟

هل لدينا ؟.

فرصةٌ أخرى لكي نعشق ..

أم أن العيون الخضر صارت مستحيله ؟

والعيون السود صارت مستحيله ؟

وإذا عاد إلينا (شارع الحمراء)

لو عادت إلينا (الرملة البيضاء)

لو عادت لنا ..

(منقوشة الزعتر ) ..

و (الكورنيش ) ..

لو عاد لنا (مقهى دبيبو)

والمشاوير الطويله ..

4

لو فرضنا ..

لو فرضنا ..

أن بيروت الجميله

نهضت من موتها ثانيةً

من سيعطينا مفاتيح الطفوله ؟

*************************************************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 12:00 am

دورنا القمر


جعت .. وجاع المنحدر

ولا أزال أنتظر ..

أنا هنا وحدي .. على

شرقٍ رمادي الستر

مستلقياً على الذرى

تلهث في رأسي الفكر

وأرقب النوافذ الزرق

على شوقٍ كفر ..

أقول : ما أعاقها

فستانها .. أم الزهر ؟

أم وردةٌ تعلقت

بذيل ثوبها العطر؟

أم الفراشات .. ترامت

تحت رجليها .. زمر ؟

وأقبلت .. مسحوبةً

يخضر تحتها الحجر ..

ملتفةً بشالها

لا يرتوي منها النظر

أصبى من الضوء ..

وأصفى من دميعات المطر

تخفي نهيداً .. نصفه

دار .. ونصفٌ لم يدر

قالت : صباح الورد ..

هذا أنت ، صاحب الصغر؟

ألا تزال مثلما

كنت .. غلاماً ذا خطر ؟

تجعلني .. على الثرى

لعباً .. وتقطيع شعر ..

فإن نهضنا .. كان في

وجوهنا ألف أثر

زمان طرزنا الربى

لثماً .. وألعاباً أخر

مخوضين في الندى

مغلغلين في الشجر

أي صبيٍ كنت .. يا

أحب طفلٍ في العمر ؟

***

قلت لها : الله ..

ما أكرمها تلك الذكر

أيام كنا .. كالعصافير

غناءً .. وسمر

نسابق الفراشة البيضاء

ثم ننتصر

وندفع القوارب الزرقاء ..

في عرض النهر ..

وأخطف القبلة من

ثغرٍ .. بريءٍ .. مختصر ..

ونكسر النجوم .. ذراتٍ

ونحصي ما انكسر ..

فيستحيل حولنا

الغروب .. شلال صور

حكايةٌ نحن .. فعند

كل وردةٍ خبر !..

***

إن مرةً .. سئلت قولي :

نحن دورنا القمر ..

555555555555555555555555555555555555555555555
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 12:03 am

الفم المطيب


هذا فمٌ مطيب

ينبع منه المغرب

يرقد طفلٌ متعب

عاتبني .. أتعرف

صلى على ضفافه

وعد هوىً معذب

منه ، انتظارٌ مرعب

دار .. فألف رغبةٍ

الياسمين تحته

مخدةٌ وملعب

لو لم يكن .. في وجهك

البريء .. قلت : مخلب

مخلبٌ مهذب !

مخدةٌ وملعب

***

لو لم يكن .. في وجهك

البريء .. قلت : مخلب

لكنه – إذا غفرت –

مخلبٌ مهذب !


8888888888888888888888888888888888888
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 12:04 am

راسبوتين العربي


صراخك دونما طائل

ورفضك دونما طال

أنا القاضي بأمر الله، والناهي بأمر الله،

فامتثلي لأحكامي،

فحبي دائماً عادل..

أنا المنحاز كلياً إلى نهديك..

والعصري والحجري..

والمدني والهمجي..

والروحي والجنسي..

والوثني والصوفي..

والمتناقض الأبدي..

والمقتول والقاتل..

أنا المكتوب بالكوفي.. فوق عباءة العشاق..

والعلني والسري..

المرئي والمخفي..

والمجذوب، والمسلوب، والحشاش، والمتعهر الفاضل.

أنا الممتد مثل القوس بين الثلج والتفاح،

بين النار والياقوت،

بين البحر والخلجان..

والموجود والمفقود

والمولود كالأسماك عند سواحل الكلمات

أنا المتسكع الغجري تأخذني خطوط الطول

في سفرٍ إلى الأعلى.. وتأخذني خطوط العرض

في سفرٍ إلى الأحلى.. فأسقط مثل درويشٍ

أمام تقاطع الفخذين.. والطرقات..

وأستلقي على ظهري

وتنزل فوقي الآيات...

أنا القديس تأتيني نساء العالم الثالث

فأغسلهن بالكافور والحنه..

وأغمرهن بالبركات..

وأعطي كل واحدةٍ بنفسجةً.. وموالاً..

وأرزقهن أطفالا..

وأزرعهن كالأشجار في الغابات

وأوصيهن أن يحفظن أشعاري

فشعري يدخل الجنه...

************************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 12:05 am

رسالة من سيدة حاقدة


لا تدخلي

وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك … وزعمت لي …

أن الرفاق أتوا إليك … أهم الرفاق أتوا إليك

أم أن سيدةً لديك … تحتل بعدي ساعديك ؟

وصرخت محتدماً : قفي ! والريح … تمضغ معطفي …

والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذل لا تتأسف

أنا لست آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي

قلبي الذي لم تعرف … ماذا لو انك يا دني … أخبرتني

أني انتهى أمري لديك … فجميع ما وشوشتني

أيام كنت تحبني … من أنني …

بيت الفراشة مسكني … وغدي انفراط السوسن

أنكرته أصلاً كما أنكرتني …

لا تعتذر …

فالإثم … يحصد حاجبيك وخطوط أحمرها تصيح بوجنتيك

ورباطك … المشدوه … يفضح

ما لديك … ومن لديك

يا من وقفت دمي عليك

وذللتني ونفضتني

كذبابةٍ عن عارضيك

ودعوت سيدةً إليك ………… وأهنتني

من بعد ما كنت الضياء بناظريك …

إني أراها في جوار الموقد … أخذت هنالك مقعدي …

في الركن … ذات المقـعد …

وأراك تمنحها يداً … مثلوجةً … ذات اليد …

ستردد القصص التي أسمعتني …

ولسوف تخبرها بما أخبرتني …

وسترفع الكأس التي جرعتني …

كأساً بها سممتني

حتى إذا عادت إليك … لترود موعدها الهني …

أخبرتها أن الرفاق أتوا إليك …

وأضعت رونقها كما ضيعتني …

:::::::::::::::::::::::::::=:::::::::::::::::::::::::::
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 12:06 am

دمُوع شهريَار


ما قيمة الحوار؟

ما قيمة الحوار؟

ما دمت، يا صديقتي، قانعةً

بأنني وريث شهريار..

أذبح، كالدجاج، كل ليلةٍ

ألفاً من الجواري..

أدحرج النهود كالثمار..

أذيب في الأحماض.. كل امرأةٍ

تنام في جواري..

لا أحد يفهمني..

لا أحدٌ يفهم ما مأساة شهريار

حين يصير الجنس في حياتنا

نوعاً من الفرار..

مخدراً نشمه في الليل والنهار..

ضريبةً ندفعها

بغير ما اختيار..

حين يصير نهدك المعجون بالبهار

مقصلتي..

وصخرة انتحاري..

صديقتي،

مللت من تجارة الجواري..

مللت من مراكبي

مللت من بحاري..

لو تعرفين مرةً..

بشاعة الإحساس بالدوار..

حين يعود المرء من حريمه

منكمشاً كدودة المحار..

وتافهاً كذرة الغبار..

حين الشفاه كلها..

تصير من وفرتها

كالشوك في البراري..

حين النهود كلها..

تدق في رتابةٍ

كساعة الجدار...

*

لن تفهميني أبداً..

لن تفهمي أحزان شهريار..

فحين ألف امرأةٍ..

ينمن في جواري..

أحس أن لا أحدٌ..

ينام في جواري..
>>>>>>>>>>>>>><<<<<<<<<<<<<
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 12:08 am

أبي صنف من البشر


اليوميات


(15)

أبي. صنفٌ من البشر ..

مزيج من غباء الترك ..

من عصبية التتر ..

أبي ..

أثرٌ من الآثار ..

تابوتٌ من الحجر

تهرأ كل ما فيه ..

كباب كنيسةٍ نخر ..

كهارون الرشيد أبي ..

جواريه ،

مواليه ،

تمطيه على تختٍ من الطرر

ونحن هنا ..

سباياه ، ضحاياه

مماسح قصره القذر ..

(((((((((((((((((((())))))))))))))))))

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 6:55 pm

إلى ممثلة فاشلة


1

في طبعك التمثيل

في طبعك التمثيل

ثيابك الغريبة الصارخة الألوان..

وصوتك المفرط في الحنان..

وشعرك الضائع في الزمان والمكان..

والحلق المغامر الطويل

جميعها .. جميعها..

من عدة التمثيل..

2

سيدتي:

إياك أن تستعملي قصائدي

في غرض التجميل

فإنني أكره كل امرأةٍ

تستعمل الرجال للتجميل

لست أنا .. لست أنا..

الشخص الذي تعلقين في الخزانه

ولا طموحي أن أسمى شاعر السلطانه

أو أن أكون قطةً تركيةً

تنام طول الليل تحت شعرك الطويل

فالدور مستحيل

لأنني أرفض كل امرأةٍ..

تحبني .. في غرض التجميل..

3

لا تسحبيني من يدي..

إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع.

لا تحسبيني عاشقاً من جملة العشاق في القطيع.

ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي،

والريح .. والصقيع..

ما عدت أستطيع..

نصيحتي إليك .. أن لا تصبغي الشفاه من دمائي

نصيحتي إليك .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي

نصيحتي إليك .. أن لا تعرضي

رسائلي التي كتبتها إليك كالإماء..

فإنني آخر من يعرض كالخيول في مجالس النساء..

4

نصيحةٌ بريئةٌ إليك .. يا عزيزتي

لا تحسبيني وصلةً شعريةً أكون فيها نجم حفلاتك.

أو تحسبيني بطلاً من ورق يموت في إحدى رواياتك

أو تشعليني شمعةً لتضمني نجاح سهراتك..

أو تلبسيني معطفاً لتعرفي رأي صديقاتك..

أو تجعليني عادةً يوميةً من بين عاداتك..

5

نصيحةٌ أخيرةٌ إليك .. يا عزيزتي

لا تستغلي الشعر حتى تشبعي إحدى هواياتك

فلن أكون راقصا محترفاً...

يسعى إلى إرضاء نزواتك

وها أنا أقدم استقالتي

من كل جناتك...

-----------------------------------
------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 6:56 pm

أسائل دائما نفسي


اليوميات

مثل أشعة الفجر ..

ومثل الماء في النهر ..

ومثل الغيم ، والأمطار ،

والأعشاب والزهر ..

أليس الحب للإنسان

عمراً داخل العمر ؟..

لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟

طبيعياً ..

كأية زهرةٍ بيضاء ..

طالعة من الصخر..

طبيعياً ..

كلقيا الثغر بالثغر ..

ومنساباً

كما شعري على ظهري ...

لماذا لا يحب الناس .. في لينٍ وفي يسر ؟

كما الأسماك في البحر ..

كما الأقمار في أفلاكها تجري..

لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟

ضرورياً ..

كديوانٍ من الشعر ....

لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟

ضرورياً ..

كديوانٍ من الشعر ....

لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟

ضرورياً ..

كديوانٍ من الشعر ....

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 6:58 pm

لن تطفئي مجدي


ثرثرت جداً.. فاتركيني

شيءٌ يمزق لي جبيني

أنا في الجحيم، وأنت لا

تدرين ماذا يعتريني

لن تفهمي معنى العذاب

بريشتي.. لن تفهميني

عمياء أنت .. ألم تري

قلبي تجمع في عيوني؟

مات الحنين .. أتسمعين؟

ومت أنت مع الحنين

لا تسأليني.. كيف قصتنا

انتهت، لا تسأليني

هي قصة الأعصاب، والأفيون

والدم.. والجنون

مرت.. فلا تتذكري

وجهي.. ولا تتذكريني

إن تنكريها.. فاقرأي

تاريخ سخفك .. في غضوني

*

أمريضة الأفكار.. يأبى

الليل أن تستضعفيني

لن تطفئي مجدي على

قدحٍ.. وضمة ياسمين

إن كان حبك.. أن أعيش

على هرائك.. فاكرهيني..

*

حاولت حرقي.. فاحترقت

بنار نفسك.. فاعذريني

لا تطلبي دمعي، أنا

رجلٌ يعيش بلا جفون

مزقت أجمل ما كتبت

وغرت حتى من ظنوني

وكسرت لوحاتي، وأضرمت

الحرائق في سكوني

وكرهتني .. وكرهت فناً

كنت أطعمه عيوني

ورأيتني أهب النجوم

محبتي فوقفت دوني

حاولت أن أعطيك من

نفسي، ومن نور اليقين

فسخرت من جهدي، ومن

ضربات مطرقتي الحنون

وبقيت – رغم أناملي-

طيناً تراكم فوق طين

لا كنت شيئاً .. في حساب

الذكريات، ولن تكوني

*

شفتي سأقطعها.. ولن

أمشي إليك على جبيني..

_____________________________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 6:59 pm

بيان من الشعر


إذا كان عصري ليس جميلاً ..

فكيف تريدينني أن أجمل عصري ؟

وإن كنت أجلس فوق الخراب ،

وأكتب فوق الخراب ،

وأعشق فوق الخراب ،

فكيف سأهديك باقة زهر ؟

*

وكيف أحبك ؟.

حين تكون الكتابة رقصاً ..

على طبقٍ من نحاسٍ وجمر ..

وإن كانت الأرض مسرح قهرٍ

فكيف تريدينني أن أصالح قهري ؟

*

يريد المماليك أن يملكوني ..

وأن يشربوا من دمائي وحبري

يريدون رأس القصيدة كي يستريحوا ..

وللشعر .. والحب .. فوضت أمري .

*

أحبك .. برقاً يضيء حياتي

وقنديل زيتٍ ، بداخل صدري

فكوني صديقة حريتي ..

وكوني ورائي بكل حروبي

وسيري معي ، تحت أٌقواس نصري ..

*

إذا كان شعري لا يتصدى

لمن يسلخون جلود الشعوب

فلا كان شعري ...

************************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nemer
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
مشرف قسم موسوعة جبل العرب
nemer


جنسيَ » : ذكر
مشآرگاتيَ » : 1448
نقآطيَ » : 78455
تآريخ التسجيــل : 19/05/2010

نزار قباني - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: نزار قباني   نزار قباني - صفحة 4 Icon_minitimeالجمعة يوليو 23, 2010 7:00 pm

زوجاتنا الاربع


اليوميات

(33)

قضينا العمر في المخدع

وجيش حريمنا معنا

وصك زواجنا معنا

وصك طلاقنا معنا.

وقلنا: الله قد شرع

ليالينا موزعةٌ

على زوجاتنا الأربع .

هنا شفةٌ ..

هنا ساقٌ ..

هنا ظفرٌ .

هنا إصبع

كأن الدين حانوت

فتحناه لكي نشبع ...

تمتعنا "بما أيماننا ملكت"

وعشنا من غرائزنا بمستنقع

وزورنا كلام الله بالشكل الذي ينفع

ولم نخجل بما نصنع

عبثنا في قداسته

نسينا نبل غايته ..

ولم نذكر سوى المضجع

ولم نأخذ

سوى زوجاتنا الأربع ...

55555555555555555555555555555555555555555555555555555555555555
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نزار قباني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 7انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» من هو نزار قباني ..؟
» صباحكِ سكر / نزار قباني
» نهر الاحزان نزار قباني
» نزار قباني ((يا سيدتي))............
» اطفال الحجارة نزار قباني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جبـل العرب :: 
المنتديات الأدبية
 :: موسوعة جبـــل العرب
-
انتقل الى: