جبـل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نلتقي لنرتقي ،، !!
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمود درويش

اذهب الى الأسفل 
+3
نزار محمد شجاع
nemer
yara
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
كاتب الموضوعرسالة
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:11 pm

الربيع86 كتب:
نعم كما قال درويش :
وبريدي فارغ . والفجر لا يلسع .
والنجمة لا تلمع في هذا الزحام .

جميل ما كتبتي أخت يارا فهذا هو محمود درويش
اختيارك للشاعر كان موفقا
تقبلي مروري


وقال أيضا :

انت منذ الان غيرك ..

هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا… لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟

وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟

كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!
أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك!

أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا – تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع!

أيها الماضي! لا تغيِّرنا… كلما ابتعدنا عنك!

أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف.

أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل!



أهلاً بك اخي الكريم
مرور مميز

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:12 pm

فارس بلا جواد كتب:
موضع رائع و مميز

من يارا الرائعه التي نشتاق لها

ارجو ان اراكم بخير يا رب امين


شو في شئ أروع من مرورك عطول على صفحاتي
شكرا كتير لإلك

منور ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:16 pm


موعد


لم تزل شرفة.. هناك

في بلادي، ملوحة

ويد تمنح الملاك

أغنيات، و أجنحة

العصافير أم صداك

أم مواعيد مفرحة

قتلتني.. لكي أراك؟!

وطني! حبنا هلاك

و الأغاني مجرحة

كلما جاءني نداك

هجر القلب مطرحه

و تلاقى على رباك

بالجروح المفتحه

لا تلمني ففي ثراك

أصبح الحب.. مذبحة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:18 pm

الآن، إذ تصحو، تذكر,


الآن، إذ تصحو، تذكر رقصة البجع الأخيرة.

هل رقصت مع الملائكةِ الصغارِ وأنت تحلمُ؟

هل أضاءتك الفراشةُ عندما احترقت بضوء الوردة الأبدي؟

هل ظهرت لك العنقاءُ واضحةً... وهل نادتك باسمك؟

هل رأيت الفجر يطلع من أصابع من تُحبُّ؟

وهل لمستَ الحُلمَ باليد، أم تركت الُحلمَ يحلُمُ وحدهُ، حيث انتبهت إلى غيابك

بغتةً؟

ما هكذا يُخْلي المنام الحالمونَ، فإنهم يتوهجون،

ويكملون حياتهم في الحُلمِ..

قل لي كيف كنت تعيش حُلمك في مكان ما،

أقل لك من تكون

والآن إذ تصحو، تذكر:

هل أسأت إلى منامك؟

إن أسأت إذاً تذكر

رقصة البجع الأخيرة!

تُنسى، كأنك لم تكن,

تُنسى، كأنك لم تكن

تُنسى كمصرع طائر

ككنيسة مهجورة تُنسى،

كحب عابر

وكوردة في الليل... تُنسى

****

أنا للطريق... هناك من سبقت خُطاه خُطاي

من أملى رؤاه على رؤاي. هناك من

نثر الكلام على سجيّته ليدخل في الحكاية

أو يضيء لمن سيأتي بعده

أثراً غنائياً... وحدسا

***

تُنسى، كأنك لم تكن

شخصاً، ولا نصاً... وتُنسى

***

أمشي على هدي البصيرة، ربما

أعطي الحكاية سيرة شخصية. فالمفردات

تسوسني وأسوسها. أنا شكلها

وهي التجلّي الحر. لكن قيل ما سأقول.

يسبقني غدٌ ماضٍ. أنا مَلِك الصدى.

لا عرش لي إلا الهوامش. والطريق

هو الطريقة. ربما نسيَ الأوائل وصف

شيء ما، أُحرّك فيه ذاكرة وحسّا

***

تُنسى، كأنك لم تكن

خبراً، ولا أثراً... وتُنسى

***

أنا للطريق... هناك من تمشي خطاه

على خطاي، ومن سيتبعني إلى رؤيايَ.

من سيقول شعراً في مديح حدائق المنفى،

أمام البيت، حراً من عبارة أمس،

حراً من كناياتي ومن لغتي، فأشهد

أنني حيّ

وحرّ

حين أُنسى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:19 pm

في الانتظار

في الانتظار، يُصيبُني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة:

ربما نسيت حقيبتها الصغيرة في القطار،

فضاع عنواني وضاع الهاتف المحمول،

فانقطعت شهيتها وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف

وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتصلت ولكن لم

تجدني في الصباح، فقد خرجت لاشتري غاردينيا لمسائنا وزجاجتين من النبيذ

وربما اختلفت مع الزوج القديم على شئون الذكريات، فأقسمت ألا ترى رجلاً

يُهددُها بصُنع الذكريات

وربما اصطدمت بتاكسي في الطريق إلي، فانطفأت كواكب في مجرتها.

وما زالت تُعالج بالمهدئ والنعاس

وربما نظرت الى المرآة قبل خروجها من نفسها، وتحسست أجاصتين كبيرتين تُموجان

حريرها، فتنهدت وترددت: هل يستحق أنوثتي أحد سواي

وربما عبرت، مصادفة، بِحُب سابق لم تشف منه، فرافقته إلى العشاء

وربما ماتت،

فان الموت يعشق فجأة، مثلي،

وإن الموت، مثلي، لا يحب الانتظار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:19 pm

إلهي اعدني



إلهي أعدني إلى وطني عندليب

على جنح غيمة

على ضوء نجمة

أعدني فلّة

ترف على صدري نبع وتلّة

إلهي أعدني إلى وطني عندليب

عندما كنت صغيراً وجميلاً

كانت الوردة داري والينابيع بحاري

صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ

هل تغيرت كثيراً؟

ما تغيرت كثيراً

عندما نرجع كالريح الى منزلنا

حدّقي في جبهتي

تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق

تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا

.

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:20 pm


درس من كاما سوطرا


بكأس الشراب المرصَّع باللازوردِ

انتظرها،

على بركة الماء حول المساء وزَهْر الكُولُونيا

انتظرها،

بصبر الحصان المُعَدّ لمُنْحَدرات الجبالِ

انتظرها،

بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع

انتظرها،

بسبعِ وسائدَ مَحْشُوَّةٍ بالسحابِ الخفيفِ

انتظرها،

بنار البَخُور النسائيِّ ملءَ المكانِ

انتظرها،

ولا تتعجَّلْ، فإن أقبلَتْ بعد موعدها

فانتظرها،

وإن أقبلتْ قبل وعدها

فانتظرها،

ولا تُجْفِل الطيرَ فوق جدائلها

وانتظرها،

لتجلس مرتاحةً كالحديقة في أَوْج زِينَتِها

وانتظرها،

لكي تتنفَّسَ هذا الهواء الغريبَ على قلبها

وانتظرها،

لترفع عن ساقها ثَوْبَها غيمةً غيمةً

وانتظرها،

وقدَّمْ لها الماءَ قبل النبيذِ ولا تتطلَّع إلى تَوْأَمَيْ حَجَلٍ نائمين على صدرها

وانتظرها،

ومُسَّ على مَهَل يَدَها عندما تَضَعُ الكأسَ فوق الرخامِ

كأنَّكَ تحملُ عنها الندى

وانتظرها،

تحدَّثْ إليها كما يتحدَّثُ نايٌ إلى وَتَرٍ خائفٍ في الكمانِ

كأنكما شاهدانِ على ما يُعِدُّ غَدٌ لكما

وانتظرها،

ولَمِّع لها لَيْلَها خاتماً خاتماً

وانتظرها

إلى أَن يقولَ لَكَ الليلُ:

لم يَبْقَ غيركُما في الوجودِ

فخُذْها، بِرِفْقٍ، إلى موتكَ المُشْتَهى

وانتظرها!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:21 pm

سرحان يشرب القهوة في الكفاتيريا

يجيئون،

أبوابنا البحر، فاجأنا مطر. لا إله سوى الله. فاجأنا

مطر و رصاص. هنا الأرض سجادة، و الحقائب

غربة!

يجيئون،

فلتترجّل كواكب تأتي بلا موعد. و الظهور التي

استندت للخناجر مضطرة للسقوط

و ماذا حدث ؟

أنت لا تعرف اليوم. لا لون. لا صوت. لا طعم

لا شكل.. يولد سرحان، يكبر سرحان،

يشرب خمرا و يسكرّ. يرسم قاتله، و يمزق

صورته. ثم يقتله حين يأخذ شكلا أخيرا

و يرتاح سرحان:

سرحان! هل أنت قاتل ؟

و يكتب سرحان شيئا على كم معطفه، ثمّ تهرب

ذاكرة من ملف الجريمة.. تهرب.. تأخذ

منقار طائر.

و تأكل حبة قمح بمرج بن عامر

و سرحان متّهم بالسكوت، و سرحان قاتل

و ما كان حبّا

يدان تقولان شيئا، و تنطفئان

قيود تلد

سجون تلد

مناف تلد

و نلتف باسمك.

ما كان حبّا

يدان تقولان شيئا.. و تنطفئان

و نعرف، كنا شعوبا و صرنا حجارة

و نعرف كنت بلادا و صرت دخان

و نعرف أشياء أكثر

نعرف، لكنّ كل القيود القديمة

تصير أساور ورد

تصير بكارة

في المنافي الجديدة

و نلتف باسمك

ما كان حبّا

يدان تقولان شيئا و تنطفئان.

و سرحان يكذب حين يقول رضعت حليبك، سرحان

من نسل تذكرة، و تربى بمطبخ باخرة لم تلامس

مياهك. ما اسمك؟

_نسيت .

و ما اسم أبيك ؟

_نسيت

و أمك

_نسيت

و هل نمت ليلة أمس ؟

_لقد نمت دهرا

حلمت ؟

_كثيرا

بماذا

_بأشياء لم أرها في حياتي

و صاح بهم فجأة:

_لماذا أكلتم خضارا مهربة من حقول أريحا؟

_لماذا شربتم زيوتا مهربّة من جراح المسيح؟

و سرحان متّهم بالشذوذ عن القاعدة

رأينا أصابعه تستغيث. و كان يقيس السماء بأغلاله

زرقة البحر يزجرها الشرطيّ، يعاونه خادم آسيويّ،

بلاد تغّير سكانها، و النجوم حصى

و كان يغنّ:ي مضى جيلنا و انقضى.

مضى جيلنا و انقضى.

و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة. دم كالمياه.

و ليس تجفّفه غير سورة عم و قبعة الشرطيّ

و خادمة الآسيوي. و كان يقيس الزمان بأغلاله

سألناه: سرحان عم تساءلت؟

قال: اذهبوا، فذهبنا

إلى الأمهات اللواتي تزوّجن أعداءنا.

و كنّ ينادين شيئا شبيها بأسمائنا.

فيأتي الصدى حرسا

ينادين قمحا

فيأتي الصدى حرسا

ينادين عدلا

فيأتي الصدى حرسا.

ينادين يافا

قيأتي الصدى حرسا

و من يومها، كفت الأمهات عن الصلوات و صرنا

نقيس السماء بأغلالنا

و سرحان يضحك في مطبخ الباخرة

يعانق سائحة، و الطريق بعيد عن القدس و الناصرة

و سرحان متّهم بالضياح و العدميّة

و كلّ البلاد بعيدة .

شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني

و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان)

ورائحة البن جغرافيا

و ما شرّدوك.. و ما قتلوك .

أبوك احتمى بالنصوص، و جاء اللصوص

و لست شريدا.. و لست شهيدا.. و أمك باعت

ضفائرها للسنابل و الأمنيات:( و فوق سواعدنا

فارس لا يسلم (وشم عميق ). و فوق أصابعنا

كرمة لا تهاجر ( وشم عميق (

خطى الشهداء تبيد الغزاة

(نشيد قديم)

و نافذتان على البحر يا وطني تحذفان المنافي..وأرجع

(حلم قديم –جديد)

شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني

و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان ).

و رائحة البن جغرافيا

و رائحة البن يد

و رائحة البن صوت ينادي.. و يأخذ

رائحة البن صوت و مئذنه (ذات يوم تعود).

و رائحة البن ناي تزغرد فيه مياه المزاريب ينكمش

الماء يوما و يبقى الصدى .

و سرحان يحمل أرصفة و نوادي و مكتب حجز التذاكر

سرحان يعرف أكثر من لغة و فتاه. و يحمل تأشيرة

لدخول المحيط و تأشيرة للخروج و لكنّ سرحان

قطرة دم تفتش عن جبهة نزفتها.. و سرحان

قطرة دم تفتّش عن جثة نسيتها.. و أين ؟

و لست شريدا.. و لست شهيدا

و رائحة البن جغرافيا.

و سرحان يشرب قهوته ..

و يضيع

هنا القدس .

يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي

و أبقى ؟

خلقت هنا.. و تنام هناك

مدينة لا تنام و أسماؤها لا تدوم. بيةت تغيّر

سكانها. و النجوم حصى .

و خمس نوافذ أخرى، و عشر نوافذ أخرى تغادر

حائط

و تسكن ذاكرة.. و السفينة تمضي .

و سرحان يرسم شكلا و يحذفه: طائرات وربّ قديم

و نابالم يحرق وجها و نافذة.. و يؤلف دوله .

هنا القدس .

يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي..

و أبقى؟

و لا ظلّ للغرباء.

مساء يرافقهم، و المساء بعيد عن الأمهات قريب من

الذكريات. و سرحان لا يقرأ الصحف العربية.

لا يعرف المهرجانات و التوصيات.فكيف إذن

جاءه الحزن.. كيف تقيّأ ؟

و ما القدس و المدن الضائعة

سوى ناقة تمتطيها البداوة

إلى السلطة الجائعة

و ما القدس و المدن الضائعة

سوى منبر للخطابه

و مستودع للكآبه

و ما القدس إلا زجاجة خمر و صندوق تبغ

..و لكنها وطني .

من الصعب أن تعزلوا

عصير الفواكة عن كريات دمي ..

و لكنها وطني

من الصعب أن تجدوا فارقا واحدا

بين حقل الذرة

و بين تجاعيد كفيّ

و لكنها وطني..

لا فوارق بين المساء الذي يسكن الذاكرة

و بين المساء الذي يسكن الكرملا

و لكنها وطني

في الحقيقة و الدم متسع للجميع

و خط الطباشير لا يكسر المطر المقبلا

هنا القدس ..

كيف تعانق حريتي_ في الأغاني_ عبوديتي ؟

و سرحان يرسم صدرا و يسكنه

و سرحان يبكي بلا ثمن ووسام

و يشرب قهوته.. و يضيع

يمزق غيما، و يرسله في اتجاه الرياح. و ماذا؟ هنالك

غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة

أتذهب صيحاتنا عبثا؟

أكلت.. شربت.. و نمت.. حلمت كثيرا. أفقت

تعلمت تصريف فعل جديد. هل الفعل معنى بآنية

الصوت.. أم حركة؟

و تكتب ض. ظ. ق. ص. ع. و تهرب منها، لأن

هدير المحيطات فيها و لا شيء فيها ضجيج الفراغ

حروف تميزنا عن سوانا_ طلعنا عليهم طلوع

المنون- فكانوا هباء و كانوا سدى. سدى نحن

هم يحرثون طفولتنا و يصكون أسلحة من أساطير

أعلامهم لا تغني و أعلامنا تجهض الرعد نقصفهم بالحروف

السمينة ض.ظ.ص.ق.ع ثم نقول انتصرنا و ما

الأرض؟ ما قيمة الأرض؟ أتربة ووحول نقاتل أو لا نقاتل ؟

ليس مهما سؤالك ما دامت الثورة العربية محفوظة في الأناشيد

و العيد و البنك و البرلمان

و تعرف أن الغزاة عصي بأيدي المماليك تكتب

ض.ظ.ق.ص.ع

تمزق غيما و ترسله في اتجاه الرياح و ماذا؟ هنالك

غيم شديد الخصوبة. لا بد من تربة صالحة

و تمضي السفينة. تبقى غريبا. جراحك مطبعة للبلاغات

و التوصيات. و باسك تنتصر الأبجدية. باسمك

يجلس عيسى إلى مكتب ويوقع صفقة خمر و أقمشة

و يحيى العساكر باسمك. تحفظ في خيمة

و تعلب في خيمة. لا هوية إلا الخيام. إذا

احترقت.. ضاع نمك الوطن

و باسمك تأتي و تذهب.باسمك حطّين تصبح مزرعة

للحشيش، و ثوارك السابقون سعاة بريد. و باسمك

لا شيء. يأتي القضاة، يقولون للطين كن جبلا

شامخا فيكون. يقولون للترعة انتفخي أنهرا فتكون

و تكتب ض.ظ.ص.ع.ق

تمزّق غيما و ترسله في اتجاه الرياح، و ماذا ؟

هنالك غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة

أتذهب صيحاتنا عبثا؟

و ليست خيامك ورد الرياح. و ليست مظلات شاطيء.

تدجج بأعمدة الخيمة. احترقي يا هويتنا_ صاح لاجيء

و سرحان يشرب قهوته. للجليل مزايا كثيرة

و يحلم، يحلم، يحلم.. آه_ الجليل!

و من كفّ يوما عن الاحتراق

أعار أصابعه للضماد

و صرح للصحفي و للعدسات

جريح أنا يا رفاق

و نال وساما.. و عاد

و سرحان ،

ما قال جرحي قنديل زيت و ما قال ..

صدري شباك بيت و ما قال..

جلدي سجّادة للوطن

و ما قال شيئا..

أتذهب صيحاتنا عبثا ؟

كل يوم نموت ،و تحترق الخطوات و تولد عنقاء

ناقصة ثم نحيا لنقتل ثانية

يا بلادي، نجيئك أسرى و قتلى.

و سرحان كان أسير الحروب، و كان أسير السلام

على حائط السبيّ يقرأ أنباء ثورته خلف ساق مغنّية

و الحياة طبيعية، و الخضار مهربّة من جباه العبيد

إلى الخطباء، و ما الفرق بين الحجارة و الشهداء؟

و سرحان كان طعام الحروب، و كان طعام السلام .

على حائط السبي تعرض جثته للمزاد. و في المجهر

العربي يقولون: ما الفرق بين الغزاة و بين الطغاة؟

و سرحان كان قتيل الحروب، و كان قتيل السلام.

سرحان! لا شيء يبقى، و لا شيء يمضي. اغتربت ..

لجأت.. عرفت. و لست شريدا و لست شهيدا

خيامك طارت شراره.

و في الريح متسع

هل قتلت؟

و يسكت سرحان يشرب قهوته و يضيع و يرسم

خارطة لا حدود لها و يقيس الحقول بأغلاله

هل قتلت

و سرحان لا يتكلم .يرسم صورة قاتله من جديد،

يمزّقها، ثم يقتلها حين تأخذ شكلا أخيرا..

_قتلت ؟

و يكتب سرحان شيئا على كمّ معطفه، ثم تهرب

ذاكرة من ملفّ الجريمة.. تهرب.. تأخذ منقار

طائر

و تزرع قطرة دم بمرج بن عامر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
yara
¬» Administrator |
¬» Administrator |
yara


جنسيَ » : انثى
مشآرگاتيَ » : 17172
عمريَ » : 26
مكآنيَ » : another world
نقآطيَ » : 110396
تآريخ التسجيــل : 05/05/2008

محمود درويش - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش   محمود درويش - صفحة 5 Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 11:21 pm

كمقهى صغير هو الحبّ



كمقهى صغير على شارع الغرباء -

هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع.

كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:

إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ،

وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا

أنا ههنا - يا غربيةُ - في الركن أجلس

ما لون عينيكِ؟ ما اسمكِ؟ كيف

أناديك حين تَمُرِّين بي، وأنا جالس

في انتظاركِ؟

مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أطلب كأسي

نبيذٍ وأشرب نخبي ونخبك. أحمل

قبّعتين وشمسية. إنها تمطر الآن

تمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلين

أقول لنفسي أخيراً: لعل التي كنت

أنتظرُ انتظَرَتْني ... أو انتظَرتْ رجلاً

آخرَ - انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ،

وكانت تقول: أنا ههنا في انتظارك

ما لون عينيكَ؟ أي نبيذْ تحبُّ؟

وما اسمكَ؟ كيف أناديك حين

تَمُر أمامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raha.hooxs.com
 
محمود درويش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 5 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5
 مواضيع مماثلة
-
» محمود درويش >> الموت في الغابه
» تحميل ديوان محمود درويش
» محمود درويش >> هكذا قالت الشجرة المهملة
» أيمن درويش مرحبا بك
» إلى شهيد الثورة والشعرمحمود درويش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جبـل العرب :: 
المنتديات الأدبية
 :: موسوعة جبـــل العرب
-
انتقل الى: