رثاء والدي

قريضي في الحشا نزفٌ مريعُ
ووقدٌ تلتظي منه الضلوعُ
يهزّ الشوق أوردتي فتهمي
على ما هاج من شجن ٍ دموعُ
فيوقظني على الآلام جرحي
ويبكيني على الذكرى هجوعُ
فبين الليل والإصباح ِ طيفٌ
يداهمني إذا هجعَ الجميعُ
فيجلو بالحنان ِ كثير همّي
كما يجلي دجى الليل الطلوعُ
(أبي) والصبح والزهر المندى
على الآفاق ِ في وجدٍ تضوعُ
فيا وجداً تغلغل في كياني
له الأحشاءُ من حزن ٍ تلوعُ
ويا طهراً تمركز في ضميري
نقاءً فانتشى منه النصوعُ
ويا ألقاً يزيد الكون نوراً
بأحداقي إذا انطفتِ الشموعُ
لئن تلقاكَ في الأطياف عيني
فأنتَ الروض يعشقك الربيعُ
تسارعتِ الخطوب إليك جرياً
وأطفأ وهجَك الحتف السريعُ
سقتني بعدك الأيام كأساً
هي اللئواء والسمّ النقيعُ
تجافتني البلاد بكلّ فجً ّ
وأرهق خافقي حزنٌ فضيعُ
دعاؤك كان يمنحني نعيماً
و يحميني إذا عمّ الخنوعُ
ويجمعني مع الأخيار ِ دوماً
ويحويني بهمْ خُلقٌ رفيعُ
فطابتْ تربة ٌ وُسّدتَ فيها
وطاب اللحدُ والشيخ الصريعُ
سأبكي والدي ما دمتُ حيّاً
فيصحب مدمعي حزناً نجيعُ