168
وَمَجلِسٍ ما لَهُ شَبيهٌ * حَلَّ بِهِ الحُسنُ وَالجَمالُ
يَمطُرُ فيهِ السُرورُ سَحّاً * بِديمَةٍ ما لَها اِنتِقالُ
شَهِدتُهُ في شَبابِ صِدقٍ * ما إِن يُسامى لَهُم فَعالُ
نَأخُذُ صَهباءَ بِنتَ كَرمٍ * عَذراءَ لَم تُؤوِها الحِجالُ
نَشرَبُها بِالكِبارِ صِرفاً * وَلَيسَ في شُربِنا مُطالُ
يَسعى بِها مُخطَفٌ غَريرٌ * كَأَنَّهُ البَدرُ أَو مِثالُ
فَصُرِّعَ القَومُ وَاِستَدارَت * رَحى الحُمَيّا بِهِم فَمالوا
كَأَنَّما الشَربُ بَعدَ هَذيٍ * صَرعى تَمادى بِهِم كَلالُ
حَتّى إِذا ما بَدا سُهَيلٌ * وَحانَ مِن لَيلِنا اِرتِحالُ
نَبَّهتُ طَلقَ اليَدَينِ سَمحاً * يَمطُرُ مِن كَفِّهِ النَوالُ
مُحَمَّداً خَيرَ مَن يُرَّجى * يَقصُرُ عَن وَصفِهِ المَقالُ
فَقُلتُ خُذها فَدَتكَ نَفسي * فَكُلُّ شَيءٍ لَهُ زَوالُ
فَقامَ وَالنَومُ في المَآقي * كَأَنَّما مَسَّهُ خَبالُ
ثُمَّ اِحتَبى مُسرِعاً وَغَنّى * بِخُسرَوِيٍّ لَهُ دَلالُ
عَيناكَ دَمعاهُما سِجالُ * كَأَنَّ شَأنَيهِما وِشالُ