سلام لبيروت بقلم: أيسر أبو لطيف (من قلبي سلامٌ لبيروت، وقُبَل للبحر والبيوت! لصخرة كأنها وجه بحَّار قديم) على ألحان (مونامور) غنت فيروز هذه الأغنية، وطربت آذانُنا لسماعها. ـ عندما أقف على شاطئ ذاك البحر، يغمر ماؤه اللطيف قدميَّ، ترسم قطرات الرذاذ المتطاير خريطة لدموع الفرح مبللة خدَّيَّ، ومن شَعري المسدل تنساب الرياح. نعم، لقد عاد كل شيء جميلاً، تفاصيل الحياة رُتبت من جديد، نبيذ الأناشيد وشفافية المعاني، رائحة البحر، زهرة جورية وضعناهاعلى صخرة شامخة مقابل الشاطئ يفوح عطرها. وعلى الجبل تنبت أرزة جديدة تعلن عودة الحياة بعودة الخيول الأصيلة إلى مرابعها. هي بيروت بألقها وسحرها وشموخها، بيروت المسكونة فينا بلياليها الصاخبة، وشوارعها المجنونة، وأعياد الفرح والتحدي، بيروت المقاهي والمسارح والنوادي والساحات والجدران المتلفزة، بيروت الحب والمطر والكلمات. أرصفة الحرية والعطاء والأمل والانتصار. بيروت الورد والغار، لوحة أثرية تتجمع فيها كل التفاصيل، صورة إنسان قال بصدق ما كان لا يستطيع أن يقول، قصة غرام تتجدد في كل الفصول، برق مزَّق سواد الغيوم ممطراً فوق الهضاب والسهول، احتفالٌ جديد بالحرية والعودة إلى الوطن، زغاريد عند اللقاء، احتضان للجثامين الحية وأمل كبير باسترجاع المزارع والتلال. هي ذكريات، يوميات، سيرة للذات وكتابات متعددة الجنسيات، هي صفحات في واقع الحياة، حسرات وابتسامات، قصص على ألسنة الشيوخ والنساء والأطفال. من لا يذكر يا صديقتي تلك اللحظات وأجمل الأمسيات، مدينة تصمم على المسير والمتابعة، مدينة ترفض الهزيمة متحدية كل العواصف؟ ومن ينسى المواجهة والشراسة في عينيها وساعات النصر الدائم وهي المحاصرة ليل نهار؟! بيروت القصف والبراكين والرعود المتدحرجة، بيروت الغارقة في ظلام التحدي وأكواخ الفقراء، مدينة تسكننا، تطاردنا، تنام معنا. مدينة تعرف كيف تسرق اللحظات لتبقيها أجمل ذكريات في عقولنا. بيروت، كم نحن إلى لحظاتك مشتاقون، وكم نحن إليك محتاجون، إلى هوائك، وحدائقك، وحكاياتك، إلى شعرك إلى عشاقك إلى رهافة العيون الناعسة فيك. إلى حديث الملائكة، إلى صرخة المخيلة، إلى هواء البحر المنعش عند الصباح وفنجان القهوة على أنغام فيروز. بيروت أحمل قلبي وردة أضعها بين حدائقك، فلا تحجبي سحر ابتسامتك عنا، ولا تخرجي من ألقك الفاتن. بيروت ضمينا إلى صدرك، سنكون شراعك، شمسك الدافئة، نورك الذي يغطي لبنان كله. بيروت بالأمس كنت فيك والبحر على موعد. اكتفت فجأة أن نصفي هنا، ونصفي هناك. اكتشفت فجأة أنك هنا، وأنت هناك. بيروت في عيد الانتصار، أكتبك قصة. مقالة. قصيدة.. بيروت آه عانقيني. أيسر أبو لطيف
موضوع: رد: سلام لبيروت الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 12:54 pm
هيام كتب:
سلام لبيروت بقلم: أيسر أبو لطيف (من قلبي سلامٌ لبيروت، وقُبَل للبحر والبيوت! لصخرة كأنها وجه بحَّار قديم) على ألحان (مونامور) غنت فيروز هذه الأغنية، وطربت آذانُنا لسماعها. ـ عندما أقف على شاطئ ذاك البحر، يغمر ماؤه اللطيف قدميَّ، ترسم قطرات الرذاذ المتطاير خريطة لدموع الفرح مبللة خدَّيَّ، ومن شَعري المسدل تنساب الرياح.
============ اختي الفاضلة لعلك مشغولة بالشواء من الاضحية ومجتمعين حول الكانون ودخان شواء شاتكم برائحته الحلوة التي تفتح النفس لالتهامها. انا صادف ان دخلت الي موضوعك هذا عن بيروت فتذكرت شيئا صعبا علي نفسي مما جعلني لا انام ليلة العيد وتذكرت ذلك اليوم الذي لن تمحوه الايام الا باسفل التراب يوم كانت اضحية امريكا ليس خروفا ولا جملا وانما انسان رمز كرامة ورمز عزة للعرب فارادوا اهانتنا وجعلوه اضحية وان اضحيت ابراهيم عليه السلام لا معني لها..فلا جبريل عليه السلام يحمل الفداء ولا امة قضي عليها الخوف تمكنت من هدم الاهانة وكاننا نحب من يصفعنا ويهين كرامتنا. انا كل الذي يعنيني هو الاهانة وليس شخصا في حد ذاته. سيدتي موضوعك جميل وياليت وياليت لنا ضمير حي شكرا لك الهام الغالية علي ما اوقظ لواعج النفس والهبها سخطا علي الخونة ابناء الرذيلة وكلبهم بوش الحقير.