القرنفال الأحمر الادارة العامة
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 11342 نقآطيَ » : 102680 تآريخ التسجيــل : 06/05/2008
| موضوع: قراءة الأديبة والشاعرة ميمونة اليونس في نص قصة "المسمار والوزنة" للشاعر الدكتور عدي شتات الخميس يوليو 29, 2010 9:24 pm | |
| المسمار..والوزنة
...العصافير تمسح آثار النعاس من أجفان الصباح بتغاريدها العذبة/المزعجة... وصوت بائع الخضار يمزّق طبلة أذني:"بطاطا... بطاطا...".. لا شيء يغريني للاستيقاظ المبكّر.. بماذا أملأ يوميَ الطويل..؟! وكيف أواجه النور الربّانيّ, بعد أن اعتادت عيناي على أنوأر المصابيح الكهربائية..؟! كتمت أنفاسي بالوسادة... وحاولت أن أستثير فضول النوم من جديد.. فكّرت بالتعب, والإرهاق, وطول السهر.. أجبرت مفاصلي على اصطناع الفشل, فعزفت سمفونيته ببراعة.. وما هي إلا دقائق معدودة حتى تداعت لها سائر الأعضاء... وتسلل النعاس من بوابة الفكر, ليفرشني على صدر حلم جميل ركّبته مع سبق الإصرار والترصد..! لكن صوت البائع اللعين كالمسمار في رأسي:"بطاطا... بطاطا..." لم أسمع في حياتي صوتا أقبح من هذا الصوت... تبا له ولحنجرته التي فاقت "شغمان الفولكس فاغن"..!!
كَمَرْتُ رأسي بالغطاء.. بينما أعلنتْ أعصابي حالة الاستنفار القصوى..!! وبسرعة البرق, انتشرت جزيئات الغضب في جميع خلايا جسمي... حاولت أن أمسك بزمام الأمور, وأمنع عصبيّتي "المشهود لها" من أن تجرّني إلى معركة في الزمان والمكان الذي حدّده الخصم... فلم أفْلِح..!! صرخت بأعلى صوتي: -"أم حلا أسعفيني بفنجان قهوة.." وبصوت خافت أردفتُ: -"أحسن ما أبتلي بابن الحرام هذا"..!؟
غادرت السرير راهبا لا راغباً.. وقفزت إلى الشّباك لأمتّع ناظري برؤية غريمي... وما إن لسعتني الشمس بنورها, حتى جُنّ جنوني... ومن دون أن أشعر, وجدتني عند باب العمارة متحفّزا لقتال مميت..!؟! مشّطتُ جميع الاتجاهات بحثا عن "المسمار" الذي حوّل رأسي إلى "غربال"... فإذا به يعاود الكرّة في تحدٍّ صارخ: "بطاطا... بطاطا..."..!؟ غلى الدم في عروقي.. وصرخت بأعلى صوتي: -"سأخرس هذا الصوت اللعين إلى الأبد يا ابن الكلب...!!" عدوت نحو سيارة "البيك آب" الرمادية التي لم تذق طعم الماء والصابون من عهد "قطز" والظاهر بيبرس"... وعلى مرمى حجر, باغتتني "وزنة" الخمسة كيلوغرامات.. لتحول "الغربال" إلى تقاطع طرق, والنور إلى ظلام..!؟!
د. عدي شتات المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة اليونس
قرأت النص مرارا وتكرارا. ولا أخفي إعجابي به لأنه نقل لنا واقعا نعيشه بأسلوب جذاب ولا يخل من طرافة. بعد قراءتي المتروية ارتأيت بأن أناقش النص مناقشة مستفيضة دون أن أنسى تذكيركم بأنني لست بالمختص فاعذروا أي خلل. بدأ الكاتب نصه بأسلوب رقيق فأخبرنا عن مدى حاجته للنوم وافتقاده للراحة فأوحى لنا بأننا أمام قصة رومانسية: "العصافير تمسح آثار النعاس من أجفان الصباح بتغاريدها". لكن سرعان ما فاجأنا بأسلوبه الساخر الذي صاحب دخول شخصية جديدة ألا وهي شخصية "بائع البطاطا" وأبدع في وصف صوته المزعج الذي قض مضجعه وسلبه لذة النوم. وبأسلوب مشوق, وصف حالته النفسية السيئة التي نجمت عن اقتحام البائع لعالمه المغلق. ونجاحه في إرغامه على الاستيقاظ. وبين الغضب والانزعاج, يشرك الكاتب شخصية جديدة وهي "أم حلا" التي طلب منها إعداد فنجان قهوة.
وبهذا حاول أن يكمل المشهد, ويصف لنا بطريقة غير مباشرة المكان بمن فيه. وبين المكان والشخوص, تدق عقارب الساعة معلنة عن البعد الزمني للنص. البطل في هذه القصة إنسان محبط, يعيش في فراغ قاتل, منكفئ على نفسه. يقتل أيامه بالنوم. وسرعة غضبه, واستجابته له بالمواجهة توحي بحدة مزاجه.
أما الشخصيات الأخرى فلم يخبرنا عنها شيئا يذكر, فبائع البطاطا لا نعرف عنه إلا صوته "المذكور في القرآن" وطبعا مهنته (بائع متجول). وأم حلا لم نعرف عنها شيئا سوى أنها تقاسمه المسكن فلربما هي الزوجة أو الأخت أو زوجة الأخ أو.. أو.. لا نعرف. وبعد استجابة البطل لغضبه, ونزوله غير الواعي إلى الشارع, وبالتالي إلى المواجهة, باتت النهاية متوقعة وهي معركة حامية الوطيس بين البطل وصاحب الصوت المنكر. لكن كل حسابات القارئ ضاعت سُدىً لأن المعركة حسمت على بُعد أمتار من سيارة "البيك آب" والفضل كل الفضل يعود للوزنة التي حولت رأس البطل إلى مفترق طرق, وأفقدته الوعي. وكخلاصة أقول: إن القصة تنتمي إلى الأدب الساخر الذي يختص عادة في نقد الظواهر الاجتماعية والسياسية السلبية. ولقد كان موفقا جدا ولا أدل على هذا من تفاعل القراء مع النص, والتفاعل كان عموما يصب في خانة النقد الاجتماعي للظاهرة. لقد امتاز النص رغم قصره بأسلوبه العذب والمشوق. ونجح الكاتب إلى حد كبير في دفعنا إلى الضحك المرّ. وحبكة النص محكمة, وتسلسل الأحداث يتناسب مع الفكرة والشخوص. كل هذا في قالب ساخر يحفه التشويق والإثارة. ولا يفوتني في الأخير التنويه بلغة النص الراقية, والتي تخللها استعمال بعض الكلمات العامية الشامية وكان هذا التطعيم جميلا وأضفى على النص روحية خاصة. أما العنوان, عنوان النص فهو بلا شك ملفت للانتباه: "المسمار والوزنة". فالمسمار هو صوت بائع البطاطا المزعج الذي اخترق راس البطل, وحوله إلى غربال. والوزنة هي التي حولت الغربال (الرأس ) إلى مفترق طرق. فكان عنوانا موفقا إلى حد كب هذه قراءتي المتواضعة ل :"المسمار والوزنة" أضعها بين أيديكم وأتمنى أن أكون قد وفقت إلى حد ما.
مع تحيتي للشاعر القدير الكبير عدي شتات
|
| |
|
yara ¬» Administrator |
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 17172 عمريَ » : 26 مكآنيَ » : another world نقآطيَ » : 110981 تآريخ التسجيــل : 05/05/2008
| موضوع: رد: قراءة الأديبة والشاعرة ميمونة اليونس في نص قصة "المسمار والوزنة" للشاعر الدكتور عدي شتات السبت سبتمبر 04, 2010 4:48 pm | |
| ألف شكر لكِ .. دمتِ متميزة | |
|
فارس بلا جواد الادارة العامة
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 9823 عمريَ » : 55 نقآطيَ » : 101125 تآريخ التسجيــل : 02/06/2008
| موضوع: رد: قراءة الأديبة والشاعرة ميمونة اليونس في نص قصة "المسمار والوزنة" للشاعر الدكتور عدي شتات الجمعة سبتمبر 24, 2010 3:26 am | |
| و اي حديث بعد هذا
الف شكر لك و للدكتور عدي
| |
|