| القلب في القرآن | |
|
+2فارس بلا جواد نزار محمد شجاع 6 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نزار محمد شجاع مشرف أقسام نفحات من الإيمان والكاريكاتير
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 653 نقآطيَ » : 79460 تآريخ التسجيــل : 24/01/2010
| موضوع: القلب في القرآن الأحد أغسطس 15, 2010 2:28 am | |
| أظن أنه لا داعي للتوضيح، بأن الغرض من القلب في اصطلاح العرفاء والأدباء ليس ذلك العضو اللحمي الموجود في الجانب الأيسر من البدن، ويجري الدم كالمضخة في العروق، فمثلا في تعبير القرآن: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ...)) (ق / 37)، أو في التعبير العرفاني اللطيف لحافظ (الشاعر): "لقد نفر قلبي، وغافل أنا المسكين، ماذا قد حتى بهذا الصيد التائه الحيوان." واضح أن المقصود من القلب (في هذين المثالين)، حقيقة سامية ممتازة، تختلف تماما عن هذا العضو الموجود في البدن، وهكذا عندما يذكر القرآن مرضى القلوب: ((فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا)) (البقرة / 10)، فإن معالجة هذا المرض، خارجة عن طاقة طبيب أمراض القلب، وإذا وجد طبيب يتمكن من معالجة هذه الأمراض، فلا شك أنه طبيب متخصص في الأمراض الروحية. تعريف القلب إذن ما هو المقصود من القلب؟ للإجابة على هذا السؤال يجب البحث في حقيقة وجود الإنسان. فالإنسان في الوقت الذي هو موجود واحد، إلا أن له مئات بل وآلاف الأبعاد الوجودية. "أنا" الإنسانية عبارة عن مجموعة كبيرة من الأفكار، والآمال، والخوف، والحب، و... وأنها بمثابة الأنهار والجداول، التي تتجمع في مركز واحد، وأن هذا المركز بنفسه بحر عميق، بحيث ما استطاع - إلى الآن - أي إنسان أن يدعي أنه اطلع على أعماق هذا البحر. فالفلاسفة والعرفاء وعلماء النفس، ساهم كل إلى حد ما في السباحة في أغوار هذا البحر، ووفق كل منهم إلى كشف بعض أسراره، ولربما كان العرفاء أكثر حظا من الآخرين في هذا المجال. وما يسميه القرآن بالقلب، عبارة عن حقيقة هذا البحر، وإن ما نسميه بالروح الظاهرية، عبارة عن الأنهار والجداول التي تتصل بهذا البحر. وحتى العقل بنفسه أحد هذه الأنهار التي تتصل بهذا البحر. عندما يذكر القرآن الوحي، لم يقل شيئا عن العقل، بل أن علاقته ترتبط مع قلب الرسول (ص)، ومعنى هذا الكلام أن القرآن، لم يرد على الرسول بقوة العقل وبالاستدلال العقلي، بل، كان هذا قلب الرسول (ص)، حيث ارتقى إلى حالة لا يمكن لنا تصورها، وفي تلك الحالة حصل على قابلية أدراك ومشاهدة تلك الحقائق المتعالية، وها هي آيات سورة النجم وسورة التكوير توضح كيفية هذا الارتباط إلى حد ما، نقرأ في سورة النجم: ((وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأي)) : يقول القرآن ذلك، ليبين أن مستوى هذه المسائل فوق حيز عمل العقل الحديث هنا عن المشاهدة والاعتلاء. ونقرأ في سورة التكوير: ((أنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون، ولقد رآه بالأفق المبين، وما هو على الغيب بضنين، وما هو بقول شيطان رجيم، فأين تذهبون، أن هو إلا ذكر للعالمين)).
((منقول)) | |
|
| |
فارس بلا جواد الادارة العامة
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 9823 عمريَ » : 55 نقآطيَ » : 101050 تآريخ التسجيــل : 02/06/2008
| موضوع: رد: القلب في القرآن الأحد أغسطس 15, 2010 2:34 am | |
| من لحظه تصفحي للنت لم اقرا اجمل من هذا الموضوع
الف شكر لك رائع جدا و بما انك اول ما ساهم هنا
باقسامه الثلاث فاسمح لي بان تكون مشرفا على القسم و لك الف تحيه | |
|
| |
نـــ الهدى ـــور كبآر الشخصيآت
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 17859 مكآنيَ » : السويداء نقآطيَ » : 104636 تآريخ التسجيــل : 19/02/2009
| موضوع: رد: القلب في القرآن الأحد أغسطس 15, 2010 2:36 am | |
| الف الف شكر لك اخي نزااااار رائع جداااااا موضوع بغاية الروعة شكرا
| |
|
| |
نزار محمد شجاع مشرف أقسام نفحات من الإيمان والكاريكاتير
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 653 نقآطيَ » : 79460 تآريخ التسجيــل : 24/01/2010
| موضوع: رد: القلب في القرآن الأحد أغسطس 15, 2010 3:07 am | |
| حاضر وأنا جاهز وشكراً للثقة ومبروك المنتجدا الجديد فيه وعي ووطني وذكاء | |
|
| |
عدنان جميل الصحناوي عضو ماسي
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 2253 مكآنيَ » : سوريا / شهبــا / الجنينة نقآطيَ » : 86261 تآريخ التسجيــل : 16/03/2009
| موضوع: رد: القلب في القرآن الإثنين أغسطس 16, 2010 10:25 am | |
| - نزار محمد شجاع كتب:
- أظن أنه لا داعي للتوضيح، بأن الغرض من القلب في اصطلاح العرفاء والأدباء ليس ذلك العضو اللحمي الموجود في الجانب الأيسر من البدن، ويجري الدم كالمضخة في العروق، فمثلا في تعبير القرآن: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ...)) (ق / 37)، أو في التعبير العرفاني اللطيف لحافظ (الشاعر):
"لقد نفر قلبي، وغافل أنا المسكين، ماذا قد حتى بهذا الصيد التائه الحيوان." واضح أن المقصود من القلب (في هذين المثالين)، حقيقة سامية ممتازة، تختلف تماما عن هذا العضو الموجود في البدن، وهكذا عندما يذكر القرآن مرضى القلوب: ((فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا)) (البقرة / 10)، فإن معالجة هذا المرض، خارجة عن طاقة طبيب أمراض القلب، وإذا وجد طبيب يتمكن من معالجة هذه الأمراض، فلا شك أنه طبيب متخصص في الأمراض الروحية. تعريف القلب إذن ما هو المقصود من القلب؟ للإجابة على هذا السؤال يجب البحث في حقيقة وجود الإنسان. فالإنسان في الوقت الذي هو موجود واحد، إلا أن له مئات بل وآلاف الأبعاد الوجودية. "أنا" الإنسانية عبارة عن مجموعة كبيرة من الأفكار، والآمال، والخوف، والحب، و... وأنها بمثابة الأنهار والجداول، التي تتجمع في مركز واحد، وأن هذا المركز بنفسه بحر عميق، بحيث ما استطاع - إلى الآن - أي إنسان أن يدعي أنه اطلع على أعماق هذا البحر. فالفلاسفة والعرفاء وعلماء النفس، ساهم كل إلى حد ما في السباحة في أغوار هذا البحر، ووفق كل منهم إلى كشف بعض أسراره، ولربما كان العرفاء أكثر حظا من الآخرين في هذا المجال. وما يسميه القرآن بالقلب، عبارة عن حقيقة هذا البحر، وإن ما نسميه بالروح الظاهرية، عبارة عن الأنهار والجداول التي تتصل بهذا البحر. وحتى العقل بنفسه أحد هذه الأنهار التي تتصل بهذا البحر. عندما يذكر القرآن الوحي، لم يقل شيئا عن العقل، بل أن علاقته ترتبط مع قلب الرسول (ص)، ومعنى هذا الكلام أن القرآن، لم يرد على الرسول بقوة العقل وبالاستدلال العقلي، بل، كان هذا قلب الرسول (ص)، حيث ارتقى إلى حالة لا يمكن لنا تصورها، وفي تلك الحالة حصل على قابلية أدراك ومشاهدة تلك الحقائق المتعالية، وها هي آيات سورة النجم وسورة التكوير توضح كيفية هذا الارتباط إلى حد ما، نقرأ في سورة النجم: ((وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأي)) : يقول القرآن ذلك، ليبين أن مستوى هذه المسائل فوق حيز عمل العقل الحديث هنا عن المشاهدة والاعتلاء. ونقرأ في سورة التكوير: ((أنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون، ولقد رآه بالأفق المبين، وما هو على الغيب بضنين، وما هو بقول شيطان رجيم، فأين تذهبون، أن هو إلا ذكر للعالمين)).
((منقول)) ======================= الأخ الأستاذ نزار محمد شجاع المحترم تستحق التقدير وأهلا لذلك أحييك على هذا التميز وعلى أمانة النقل جزاك الله خيرا *** تقبلوا وافر تحياتي *** ----------------------------------------------------------------- لولا نهايـــــــــــــــــــــــــة الأشياء === ما كانت البدايــــــــــــــــــــــــــة
| |
|
| |
نزار محمد شجاع مشرف أقسام نفحات من الإيمان والكاريكاتير
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 653 نقآطيَ » : 79460 تآريخ التسجيــل : 24/01/2010
| موضوع: رد: القلب في القرآن الإثنين أغسطس 16, 2010 10:46 am | |
| شكرا أخ عدنان للمرور الكريم | |
|
| |
القرنفال الأحمر الادارة العامة
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 11342 نقآطيَ » : 102605 تآريخ التسجيــل : 06/05/2008
| موضوع: رد: القلب في القرآن الإثنين أغسطس 16, 2010 1:07 pm | |
| أخي نزار عودتنا على المواضيع الهادفة سواء كانت منقولة أم نتاج شخصي أبارك لك الاشراف على القسم وأرجو أن يتجاول معك الأخوة لتنشيطه لك الاحترام والتقدير | |
|
| |
وليد الحسنية عضو مجتهد
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 298 عمريَ » : 65 نقآطيَ » : 80378 تآريخ التسجيــل : 02/10/2009
| موضوع: رد: القلب في القرآن الإثنين أغسطس 16, 2010 2:25 pm | |
| الاخ نزار سرني ما نقلت لنا
من كتاب الله
ما احوجنا جميعا للتزود من هذا المنهل الطاهر
عافاك الله وقواك | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: القلب في القرآن الإثنين أغسطس 16, 2010 11:48 pm | |
| بارك الله بك وبقلمك المميز
لطلما تعودنا منك الأبداع
شكرآ لك ولما اتيتنا به
جزاك الله عنا كل خير
بكل ود تقبل مروري
^_^ |
|
| |
نزار محمد شجاع مشرف أقسام نفحات من الإيمان والكاريكاتير
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 653 نقآطيَ » : 79460 تآريخ التسجيــل : 24/01/2010
| موضوع: رد: القلب في القرآن الثلاثاء أغسطس 17, 2010 4:29 am | |
| الأخت ميمونة مسؤولية كبيرة انشاء الله نكون قدها لأن بدها دقة والأخ وليد وحروف شكرا لكما | |
|
| |
| القلب في القرآن | |
|