سلطان باشا الأطرش علم من أعلام الوطن العربي الكبير ، عميــد الثوار العرب ، تفانى في سبيل رفعة الوطن ، نزيهاً ، عفيفاً ، متواضعاً ، المزايا الحميدة كافــةً كونت هذه الشخصية المتفردة ...
كُتِب عنـــه الكثير .. لن أُزيــــد .. { النورس }
أمس وأنا أتصفح كتاباً عن هؤلاء الرجال ، وصلت لصفـــحة بعنوان وصيـــة الباشا سلطان ..
... وكانت وصيته الأخيرة ، التي أعلنهــا قبل وفاتـــه ، الوصيــة السياسية وهـي وثيقة نضال ، تختصـــر حياة هـذا الرجل ، عبــر ثمانين عاماً من الجهــاد والعمل إذ قال :
" أخواني أبنــاء العرب ، عزمت وأنا في أيامي الأخيرة ، أنتظر الموت ، أن أخاطبــكم مودعاً وموصيـاً ، لقد أولتني هذه الأمــة ، قيادة الثورة السورية الكبرى ، ضـد الاحتلال الفرنسي الغادر ، فقمت بأمــانة القيادة ، وطلبت الشهادة وأديت الأمــانة ..
انطلقت الثورة من الجبل الأشم ، جبل العرب لتشمل وتعــم ، وكان شعارهـــا : الدين للــه والوطن للجميع ، وأعتقــد أنها حققت لكــم عــزة وفخاراً ، وللاستعمار ذلاً وانكسارا ..
وصيتي لكم إخوتي وأبنائي العرب ، هي أن أمامكم طريقاً طويلة ، ومشقة شديدة ، تحتاج إلى جهــاد وجهــاد ، جهــاد مع النفس ، وجهــاد مع العدو ، فاصبروا صبـر الأحرار ، ولتكن وحدتكـــم الوطنية ، وقوة إيمانكم ، وتراص صفوفكم ، هي سبيلكم لرد كيـــد الأعداء ، وطــرد الغاصبين ، وتحرير الأرض ..
واعلموا أن الحفاظ على الاستقلال أمانة في أعناقكم ، بعــــــــــــد أن مات من أجلـــه العديـــد من الشهداء ، وسال بالوصول إليه الكثير من الدماء ، واعلموا أن وحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة العرب هي المنــــــع والقوة ، وأنهــــا حلم الأجيـــــــــــــــــال ، وطريق الخلاص ، واعلموا بأن مـــــــــــــــا أخذ بالسيف بالسيف يؤخــــذ ، وان الإيمان أقوى من كل سلاح ، وأن كأس الحنظل بالعـــــــــــــــــز أشهى من ماء الحياة بالذل ، وأن الإيمان يُشحن بالصبـــر ، ويُحصـــد بالعدل ، ويُعـــزز باليقين ، ويقوى بالجهـــاد ..
عــــودوا إلى تاريخكــم ، الحافل بالبطولات ، الزاخـــر بالأمجـــاد ، لأني لم أرَ أقوى تأثيراً في النفوس من قراءة التاريخ ، لتنبيه الشعور ، وإيقاظ الهمم ، لاستنهاض الشعوب ، لتظفـــر بحريتهـــا ، وتحقق وحدتهـــا ، وترفع أعلام النصـــر ، واعلموا أن التقوى للــه ، والحب للأرض وأن الحق منتصـــر ، وأن الشرف بالحفاظ على الخلق ، وأن الاعتزاز بالحريــة ، والفخــــر بالكرامـــة ، وأن النهوض بالعلم والعمل ، وأن الأمن بالعدل وأن التعاون قــــــــــــــوة ..
الحمــــد للـــه ثم الحمـــد لله ، لقد أعطاني عمـــراً ، فقضيتــه جهاداً ، وأمضيتــه زهــــــــــــــــداً ، ثبتني وهداني ، وأعادني لأخواني ، أسألــه المغفرة وبــه المستعان وهو حبي ونعم الوكيل ..
أما ما خلّفتــه من رزق ومال ، فهـــو زهـــد فـــلاح متــواضع ، تحكمـــــــه قواعـــد الشريعة السمحاء "
...................................................................................................................
وكلمـــــــــــــــــــــة أخيرة ننهي بها الحديث عن صقــر الجبل ، بل صقــر العرب مــا وصفـــه أحــد المؤرخين :
" انه أشجع رجل في شعب شجاع ، موجـــز في حديثه موجــز في أجوبته ، في عينيه الصغيرتين الزرقاوين صفاء وعمق ، وفي أنفه الضخم صلابة وكبرياء ، و......................
رجال من بلادي ص229 - 2230