موضوع: الجولان ..... والجلاء الإثنين سبتمبر 27, 2010 3:58 am
الجولان ..... والجلاء
حامد الحلبي
هذا المقال عن الثورة السورية الكبرى في الجولان و جنوبي لبنان كتبه الاستاذ حامد الحلبي في جريدة النور الدمشقية بتاريخ 1/4/2009 ، نعيد نشره لما يحمله من اهمية تاريخية:
في الكتاب المميز صفحات من الأيام الحمراء، الذي ألفه المجاهد الشهيد محمد سعيد العاص، يصف الثوار في الجولان عام 1925 خلال مساهمتهم في الثورة السورية الكبرى، وهم يرفعون العلم العربي بجانب بحيرة مسعدة في شمالي الجولان، قائلاً كانت هذه الراية تشرف على البحيرة، فتنعكس ألوانها الزاهية على سطح مياهها فتؤلف عكس ألوان زاهية، غاية في الجمال، فهذه الراية هي مجدك أيها العربي، فزيّن بها صدرك، واطبعها على صفحات قلبك، واسعَ لتحقيق مجدها. إن هذه الوصية الوطنية تعبر بشكل دقيق عما قام ويقوم به مواطنونا وأهلنا في الجولان المحتل، دفاعاً عن أرضهم، ومقاومتهم للغزاة والطامعين، وقد ازدادت مع الأيام والسنين صحة ودقة. وعلاقة الجولان مع الجلاء هي علاقة الأرض مع الشجرة التي تنبت فيها، ومع الورود اليانعة الحمراء التي تستمد نضارتها من شرايين تلك الأرض وروحها. لقد ساهم الجولان في صنع الجلاء الذي تحقق عام 1946 بمسيرة من الكفاح المشرّف، نستعرض أهم مراحلها في لمحة عامة - بدأت المقاومة مع بدء الاحتلال الفرنسي، وجرت مواجهات متعددة مع فصائل من الجيش الفرنسي في سهل الحولة، اشترك فيها ثوار من شمالي الجولان، ثم جرت معركة في قرية واسط، وكان الثوار فيها بقيادة الأمير محمود الفاعور، ومعهم متطوعون من جيش الحكومة العربية بدمشق، بقيادة الضابط علي خلقي. - ومدّ الثوار نشاطهم إلى جنوبي لبنان، وجرت مواجهات في منطقة مرجعيون. - وفي 23 حزيران 1921 حصل اشتباك على طريق دمشق القنيطرة، عندما قام عدد من الثوار بتدبير من الثائر أحمد مريود، بنصب كمين لاغتيال الجنرال غورو قائد الجيوش الفرنسية في سورية ولبنان. وقد نجا غورو من الموت بأعجوبة. - وفي صيف 1925 لبّى أهالي الجولان نداء الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي بقيادة سلطان الأطرش، وجرت اشتباكات عديدة مع القوات الفرنسية، كان أكبرها معركة ضارية في قرية قلعة جندل في نهاية تشرين الأول 1925.. وقد شارك فيها ثوار من قرى جبل الشيخ وشمالي الجولان، انتهت بهزيمة القوات الفرنسية. وفي هذه الأثناء تعرضت قرية مجدل شمس والقرى المجاورة لأعمال عنف فرنسية، ونُسفت بيوت في قرية بقعاتا. فطلبت هذه القرى النجدة من القيادة العامة للثورة، فلبت القيادة النداء وأرسل القائد العام سلطان الأطرش حملة من الثوار بقيادة المجاهد زيد الأطرش، وكان رئيس أركانها العقيد المجاهد فؤاد سليم، وانضم إليها ثوار من مختلف المناطق. استقرت قيادة الحملة في مجدل شمس، وانضم إليها ثوار المنطقة الذين كان من أبرز قادتهم المجاهد أسعد كنج أبو صالح، واستطاع الثوار أن يسقطوا طائرة فرنسية هاجمت مجدل شمس. وبعد أن سيطر الثوار على شمالي الجولان، قرروا توسيع نطاق عملهم إلى السفح الشمالي لجبل الشيخ ومنطقة وادي التيم، واستولوا على بلدة حاصبيا ثم على مدينة مرجعيون، بعد معركة كبيرة مع الحامية الفرنسية المتحصنة في قلعة مرجعيون.. ووزعت الحملة على السكان في جنوبي لبنان بلاغات تشرح فيها أهدافها وغايتها الوطنية ضمن نطاق الثورة، وكانت تلك البلاغات معنونة بشعار الدين لله والوطن للجميع. وقرر الثوار متابعة تقدمهم شمالاً لقطع الخط الحديدي الواصل بين بيروت ودمشق، لمنع الإمدادات العسكرية الفرنسية من الوصول إلى المناطق السورية، فوصلوا إلى بلدة راشيا في 1911،1925 وطوقوا قلعتها الحصينة، واستطاعوا التغلب على حاميتها الفرنسية الكبيرة، وتسلقوا سورها، وأحرقوا قسماً منها، واستمر القتال أربعة أيام، سيطروا فيها على القلعة، ولكن النجدات الفرنسية الكبيرة وقصف الطيران، أجبر الثوار على التراجع بعد أن قدموا عشرات الشهداء. وفي هذه الأثناء هاجمت القوات الفرنسية قلعة جندل، وجرت معركة قاسية استطاع الثوار في نهايتها هزيمة القوات الفرنسية المهاجمة. معارك مجدل شمس
بعد المعارك التي خاضها الثوار في جنوبي لبنان، تجمعت قوتهم ثانية في مجدل شمس، وبدأت القوات الفرنسية بالتحضير للهجوم عليها، وضرب قوة الثوار فيها، فاتجهت نحوها في 1121925 ونشب القتال الذي امتد سبعة أيام حول مجدل شمس وقرى بعقاتا ومسعدة وحضر والمناطق المجاورة، ولم تستطع القوات المهاجمة الدخول إلى مجدل شمس، حيث تحصّن الثوار. وقام الثوار بشن هجوم معاكس تكلل بالنصر المؤزر، وتراجعت القوات الفرنسية جنوباً حتى القنيطرة، متكبدة خسائر كبيرة في الرجال والمعدات، وخسر الثوار نحو مئة شهيد، منهم الشهيد العقيد البطل فؤاد سليم، وهو من لبنان وساهم في الثورة العربية الكبرى، وكان من قادة الثورة السورية الكبرى أيضاً. - ثم تعرضت مجدل شمس والثوار فيها لهجوم فرنسي آخر في أواخر كانون الثاني 1926 وصدّ الثوار هذا الهجوم أيضاً.. وخلال شهري شباط وآذار 1926 تصدى الثوار ثلاث مرات للقوات الفرنسية التي كانت تذهب من دمشق إلى القنيطرة بقصد التجمع لمهاجمة الثوار، وجرت اشتباكات في مواقع دورين والشوكتلية انتصر فيها الثوار. ثم جرت معركتا الفالوج وقطنا حيث هاجم الثوار مواقع فرنسية في مدينة قطنا وأوقعوا فيها خسائر كبيرة. ثم تصدى الثوار بهجوم مباغت لقوة فرنسية كبيرة في سهل البقاع عند نبع الفالوج وقتلوا منها أعداداً كبيرة من الجنود. وبعدها جرت معركة مجدل شمس الثالثة والأخيرة، وهي من أهم المعارك، وامتدت من 30 آذار إلى 3 نيسان ،1926 وقد هاجمت القوات الفرنسية مجدل شمس على ثلاثة محاور، بقوات تقدر بأربعة أضعاف قوة الثوار المتحصنين في القرية، وتصدى الثوار للقوات المهاجمة في طريق تقدمها عند مواقع خان أرنبة ووادي العسل وسحيتا وعين قنية وحضر وموقع المكحلة عند جباتا الزيت وغيرها.. واستطاعوا عرقلة تقدمها وتأخير زحفها، ولكن القوة الفرنسية الكبيرة استطاعت محاصرة الثوار في مجدل شمس مع استمرار القصف المدفعي وقصف الطيران، وجرت اشتباكات ضارية، قسم منها كان بالسلاح الأبيض، وقدم الثوار ضروباً رائعة من البسالة والشجاعة، واستطاعوا خرق الحصار والخروج من القرية، التي دخلتها القوات الفرنسية ودمرتها وأحرقتها مع القرى المجاورة.. ونزح الثوار مع عائلاتهم إلى سفوح جبل الشيخ، حيث لاحقهم الطيران الفرنسي بالقصف، ثم التحقوا بمناطق الثورة الأخرى، ومنها جبل العرب، وقسم منهم التجأ إلى فلسطين. وبعد استيلاء الفرنسيين على مجدل شمس، تضعضعت قوى الثوار، فقررت قيادة الثورة بتوجيه من قائدها سلطان الأطرش تجديد الثورة والعمليات في شمالي الجولان، وتجمع الثوار في قرية حضر بقيادة الأمير الثائر عادل أرسلان، وفي قرية جباتا الخشب بقيادة المجاهد أحمد مريود. وقبل أن يستكمل الثوار استعداداتهم، قامت القوات الفرنسية بمباغتة سريعة لهم في جباتا الخشب، واستبسل الثوار في الدفاع، وفي مقدمتهم الثائر أحمد مريود الذي استشهد في نهاية المعركة التي جرت في 30 أيار ،1926 وذلك قبل أن تتمكن قوة الثوار الموجودة في حضر من نجدتهم، إذ وصلوا بعد استشهاد البطل أحمد مريود وانتهاء المعركة. وجرت بعدها مواجهات متفرقة مع دوريات ومخافر فرنسية في مناطق الجولان، ومنها ما جرى في الزويّة جنوبي الجولان. لقد كانت الثورة السورية الكبرى هي الأساس الذي بني عليه الجلاء، إذ اقتنع المستعمر الفرنسي أن لا بقاء له في بلادنا أمام شعب مصمم على التضحية وطلب الاستقلال، هذا الاستقلال الذي تحقق عام 1946. ويتابع أهلنا في الجولان الصامد نضالهم ضد الاستعمار الإسرائيلي لصنع الجلاء الثاني، وعودة الجولان إلى وطنه الأم سورية، كاملاً غير منقوص، وقد خلّدوا شهداءهم بإقامة النصب التذكارية لهم في قرانا المحتلة في الجولان. إن أرضنا في الجولان ستُحرّر مهما طال أمد الاحتلال، وإن الإرادة الوطنية لم ولن تضعف وهي تزهو باستمرار، وتستمد غذاءها من تاريخ عريق بالدفاع المشرف عن الكرامة الوطنية، ومن دماء الشهداء الأبرار
موضوع: رد: الجولان ..... والجلاء الخميس سبتمبر 30, 2010 4:33 am
الاخ فارس بلا جواد اشكر لك هذا المرور المفعم بالمحبة والوطن احترامي شاعرنا الغالي مروان الحلبي ازدانت الصفحة بمرورك الكريم الاخت الفاضلة سحر الشرق احيكِ على هذا المرور الكريم واشكرك على هذا الكلام الراقي احترامي وتقديري
موضوع: رد: الجولان ..... والجلاء الخميس سبتمبر 30, 2010 4:51 am
الاخ الغالي ابو سارة موضوع جميل ولفته جميلة جدا سيبقى هدف تحرير الجولان هو الهدف الاول الذي نسعا له فنحن الى هذه الحظة نفتخر ببطولة اجدادانا وابائنا وسنكمل المسيرة بعون الله لك مني اطيب التحيات تقبل مروري
موضوع: الجولان ..... والجلاء 
الإثنين سبتمبر 27, 2010 3:58 am
