موضوع: في كنف الضياء الإثنين يوليو 11, 2011 6:17 pm
في كنف الضياء
بردُ الليل، ضوء القمر، روعة الأمل، خيالها الثمل.. حلقوا معها لملامسة نجوم السماء. حبست أنفاسها حين دنا منها نجم ليس كباقي النجوم، اغتسلت عيناها حيرة وارتوى جوفها ذهولاً، عندما امتزجت ملامحها بذات النجم المسند على بقايا وجوهٍ معدومة الملامح، مختلطة بغبار النسيان في قاع مهجور. مرتْ ثوانٍ وئيدة كأنّها عامٌ بأكمله، خلالها رحلت معه في كنف الضياء. وكثرت تساؤلاتها؟. لا تعرفه لا يعرفها، ماذا حدث ؟. بينهما أرض وسماء، بينهما ريح وماء، لا شيء بينهما سوى أنهما التقيا. قررت أن تبتعد عن النجم الغريب، أن تعيد ملامحه الضائعة وتقاسيمه السابحة في العدم. شد الصمت الغريب الذي سكن المكان اهتمامها، إلا أنَّ هناك من يهمس لها.. ركزتْ انتباهها، أرهفتْ سمعها، فإذا بالنجم يحدثها (لا أحد يشبهك، أنت شيء كالمحال.. أنتِ وحدك مليكة الريح والغيم والنار). أذهلها قوله إلى حد السكون، هجر اللون وجهها، ارتعدت بشدة كأنها واثقة بأنها ستهوي ما لم تكن هناك قوى خفية تبقيها، هنا تنبهت لحاله، ثبتت كما لم تفعل من قبل، بتقاسيم معدومة كأن الموج ابتلعها. ومن ركن قصيّ لا يراه أحد نظر إليها نظرةً بددت مخاوفها ليحل محلها راحة نابعة من الذات . دار رأسها بأفكار غير مترابطة، جاهدت لتعود إلى واقع حالها حاولت النطق لأن الصمت خنق فيها كل أمنيات البوح والكلام، كانت الكلمات تشاكس حالها ولسانها، لن تستطيع صياغة جملة كاملة متناسقة.. ليبوح النجم من جديد: حملتني السماء إليك بلا ندم.. رغم الشتات، ورغم اندلاق الأماني في دوامة الهذيان. ثم اكتسى لمعانا..انعكس عليها بقوة.. وفي ذات الوقت طغت على المكان رائحة مميزة، تحسستها.. تمعنت في النجم، وكأنها واثقة من هويته، تلكأت متحدثة بذهول: رائحةُ عطرٍ ..إنها .. إنها لي، لا يملكها أحد سواي، لأنها أمنياتي الزهيدة وأحلامي الغضة، أنت.. أنت هو، وهو أنت. أحنتْ رأسها، تلاحقت المشاعر بداخلها.. أطبقتْ يداها على النجم .. وإذ به ينتفض.. يثور يمزق سكونه مخترقاً جدار الصمت بقوله: أنّى لها أنْ تعرفني بعد أن تحولتُ إلى نجم من أجلها، أعدُّ الليالي وأغرسُ انبلاج النهار في صفحة الماء.