هل رأيت
كيف انتعشت أضواء
شارعنا القديم
تقابلت كل الخطى
وتوافدت بدع من
المجهول
والأصوات في الأفق البعيد
إني لأسمع:
تراتيل الشوق في وله
يوحد الأرواح في ذات الوجود
تعبت من الصمت المديد
وسؤال يتردد فوق الشفاه
القرمزية
كم ترى كان ازدحام الليل في
درب الأنين
كم من الصلوات والقرابين
وراء البحر ترقب أن تعود
فلا يجيب سوى الحنين
إني لأسمع دندنات المساء
والأمس القريب
يدنو .ويهمس كما مياه البحر ويدق
على الأبواب
كأجراس الرحيل
ها هو صوتك يهمس ببابي
فيخيف كل غيمات الشتاء
والأشباح
في ليلي الطويل
هذي هي الأنوار تلعب في
المرايا السود
تنير مرة أخرى وذاك الخيال يحلق
من جديد
أفهل رأيت كيف
عبرت أرصفة الموانئ
والدخان
ومشيت والطرقات موحلة
إذ تلوح عبر المسافات
قناديل النهار