جزرهْ ..!!
شعر: رائد حسين عيد
وَعَدَ الثعلـبُ يومـاً أرنبـاً
أنْ لهُ كـل صبـاحٍ جـزرَهْ
حالفـاً ألـفَ يميـنٍ أنــهُ
لمْ يعدْ بالصيدِ يقضي وَطـرَهْ
زاهداً أمسـى يناجـي ربَـهُ
ويُطيـعُ اللهَ فيمـا أَمــرَهْ
يكتفي في رزقِهِ ممـا أتـى
من ثمارِ التوتِ تحتَ الشجرَهْ
ويُعينُ الجـارَ فـي كربتِـهِ
ويسليـهِ ويحْمـي أَثَــرَهْ
فاكتفى الأرنبُ مـن حالتِـهِ
بعطَايـاهُ وأبْـدَى حــذرَهْ
شَرْطَ أن يبقى بعيـداً دائمـاً
فـإذا أوفـى بعهـدٍ شكـرَهْ
ومضى شهرٌ وهـذا قاعـدٌ
نافضاً عن كلِ أمـرٍ وبـرَهْ
وامتلا شحْماً ففـي مشيتـهِ
وهنُ الضبِ وبطئُ الحشـرَهْ
في صباحٍ لمْ يجـدْ وجبتَـهُ
تركَ الجحْرَ لجـوعٍ عَصـرَهْ
وإذا الثعلبُ ينقـضُ علـى
عنْقِهِ كالسهْمِ حتـى نَحـرَهْ
أقْبحُ الجهـلِ غـرورٌ قاتـلٌ
يأْمنُ الشرَ وينسـى خَطـرَهْ
هكـذا نحـنُ. فإنـا أمــةٌ
دأْبُها كـلَ صبـاحٍ جَـزرَهْ
14/8/2011