الأمل خارطتك نحو السعادة" AddThis Social Bookmark Button
يعتقد بعض العلماء أن السعادة هي حالة عقلية يمكن اكتسابها من خلال التدريب ونقلها إلى الآخرين. لكنها في الوقت ذاته، تحتاج إلى الكثير من الصبر وبذل الجهود، وإلى إرادة صلبة لا تعرف معنى الاستسلام أمام الصعوبات والأخطاء التي ترتكب على درب الحياة. الوصول إلى السعادة يحتم تغيير طريقة تفكير الإنسان ونظرته إلى الحياة. هل أنت مستعد للتسلح بالتفاؤل عملاً بالمثل القائل: "تفاءلوا بالخير تجدوه"!!!.
يختلف مفهوم السعادة من شخص إلى آخر، بشكل لا يلتقي فيه اثنان حول مصدر واحد لها. فالبعض يعتبر العثور على السعادة مسألة سهلة لا تتطلب بذل الكثير من الجهود، لأنها تنبع من إيمان الشخص بها، أي من ذاته ومن قناعته بما رسم له. في المقابل، هناك من بحث عنها ورحل عن هذه الدنيا من دون أن يفلح في الوصول إليها، وثمة من لا يزال يفتش عنها وسط آلاف الكتب والروايات وبين الأشخاص والأشياء المحيطة به، وفي كل مرة يعتقد أنه وجدها، تتبدد صورتها من أمامه كالسراب الذي يخدع عابر الصحراء.
*صنع السعادة:
تصور مثلاً أن بطريقاً اختار العيش في صحراء، هل في رأيك سيتمكن من الصمود والمضي قدماً في ذلك العالم؟ بالتأكيد لا، فبيئة الصحراء لم تخلق أصلاً له، ولا هو خلق ليعيش في أرض قاحلة جافة خالية من المياه والبرودة. هذا المشهد يلخص حالة أغلبية البشر الذين يقومون بخيارات عدة في حياتهم، تكون منافية للمنطق العام، أو يختارون السير على طريق غير مناسب، قد يوصلهم إلى التعاسة والبؤس بدلاً من السعادة التي يبحثون عنها.
من يضع نظارات سوداء على عينيه، يجب ألا يسأل عن سبب كل هذا السواد والعتمة في العالمي. على سبيل المثال نذكر الكاتب الشهير "لمارسيل بروست" الذي تحدث عن الخمور و الاستسلام الذي كان يغرقه في الحزن ويبعده عن أحاسيس السعادة. و يصف بروست صراعه مع الاستسلام أثناء محاولاته استعادة الأحاسيس... إذا تأملت قليلاً في ما أشار بروست، سوف تكتشف مدى سهولة غرق الإنسان في دوامة التعاسة والبؤس مقارنة بمحاولاته وجهوده المبذولة من أجل استعادة لحظات الفرح...
*النظرة إلى الحياة:
يقول علماء النفس إن العالم الذي يحيط بالإنسان ليس سوى صدى صوته، فكل كلمة ينطق بها لابد من أن ترتد إليه. هكذا إذا صرخ الإنسان قائلاً أنت عدوي، سوف يردد الصدى من وراءه أنت عدوي ... بدورها الحياة ليست سوى مرآة تعكس ما يراه الإنسان. هذا يعني أن السعادة ما هي إلاّ انعكاس حقيقي لمشاعره وأحاسيسه الداخلية، إضافة إلى طريقة نظرته إلى ذاته. هكذا، يـــــــــرى المتشـــائمون النصف الفارغ من الكوب، فمن يضع نظارات سوداء على عينيه، يجب ألا يسأل عن سبب كل هذا السواد والعتمة في العالم. البعض يشبه المتشائمين بمرضى الأمراض العصبية الذين يعيشون في عالم من الخدع البصرية، حيث يمتزج الواقع مع الخيال درجة يعجزون فيها عن التفريق بينهما.
يمكن الاستنتاج هنا أن تعاسة البعض تعود إلى الفشل في اختيار التكتيك الصحيح الذي يوصلهم إلى السعادة. لعل الخطأ الذي ارتكبه أولئك هو تساؤلهم في الأصل عن سبب تعاستهم. فبمجرد طرح مثل هذا السؤال، جلبوا الحزن إلى حياتهم. يعيش الإنسان في العالم الذي يصنعه لنفسه، ما يعني أنه مسؤول عن كل ما يحدث له ثمة فرق شاسع بين الشعور بالحزن، والاعتقاد بأننا نعيش في تعاسة حقيقية. ففي الحالة الأولى يكون من الصعب التغلب على هذا الشعور، في حين أنه يمكن إحداث تغيير عندما تكون هذه المشاعر نابعة من نظرة الشخص إلى ذاته الداخلية، وهذا ينطبق على الحالة الثانية. باختصار، ثمة إمكانية للقضاء على التعاسة مادام في مقدورنا تغييرنظرتنا وطريقة تفكيرنا في الحياة من حولنا.
منقول