القرنفال الأحمر الادارة العامة
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 11342 نقآطيَ » : 102740 تآريخ التسجيــل : 06/05/2008
| موضوع: قراءة المبدعة الكبيرة هيام م قبلان لقصة: جنون..!! ل:عدي شتات الخميس يوليو 29, 2010 9:17 pm | |
| اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د/ عدي شتات
نفضَتِ المطبخ عن ثوبها بعد أن حاصرته النيران… تأملّتِ الدخان وهو يكتم أنفاسه… فتقلّص… وتقلّص.. حتى غاب عن ناظرها…
غمرتها غبطة حارقة حررتْ في دورتها حسرة مبهمة…!! وتوشّح وجهها العابق مطبخا بظلال قرمزية… واختفتْ عن المسرح.. ولم تنزل الستارة..!؟!
لهثتْ على أرصفة الانعتاق… تمرّغتْ في شوارع الرغبة… سابقَتِ الزمن بجنون… ودون تردد راحتْ تبحث عن دور جديد في مسرحية الحياة والموت…
أرهقتها اللاَّء… ولاحقتها في كل مكان… وتاهت في الزحام… كل شيء مزدحم.. والفوضى تمشط أعصاب الزمن برتابة قاتلة… لم تفكر في دورها الجديد… بل لم تجد دورا جديدا يمتص تعبها وتمردها… فالكل يحترف التمثيل وخشبة المسرح تكتظ بالكل بينما تآكل الجمهور..!!
ربما تجد في زاوية ما بهلوانا في إجازة… وربما يحالفها الحظ, فيموت أحد الممثلين… يجب أن تفوز بدور جديد بأي ثمن.. فعجلات العمر لا تؤمن بالفرملة…!؟!
… طرقَتْ أبواب المجهول… فضَّتْ بكارة المستحيل… توسَّلتْ.. هانتْ عليها نفسها من أجل رغيف مغمّس بالذل… طَلَتْ وجهها بكل أنواع المساحيق وارتدتْ جميع أنواع الملابس… لن تكون الجمهور بعد اليوم…!! من حقها أن تكون على الخشبة… ومن حقها أن تمثل الدور الذي يليق بها..!!
حين استطال الليل واستفحل في التعب, ركنتْ إلى صدر اللاوجود… ونامتْ... ...في الصباح قد يموت الممثل أو البهلوان… فتزهر أهداب الحياة من جديد, لتنفض عن كاهلها المطبخ إلى الأبد… لن تحتاج أحدا بعد اليوم… وستعيش..!؟! حلمت… وحلمتْ.. وأشرق وجهها المغمّس بالرماد.. وجاء الصباح… لكنها لا تزال نائمة..!؟!
|
بداية القصة تبدأ بالمكان وبتعريفنا على الشخصية المركزية في القصة ، والتي من خلال تصرّف الشخصية والحدث الأول يدرك القارىء أنّه أمام شخصية رافضة وليست مستسلمة ، شخصية مغامرة ، تخرج من قالبها المغلق بحرق ثوبها لتغامر بارتداء ثوب آخر . أما المسرح ،، فهو مسرح الحياة بكل تناقضاته ، وبوجهيه ، واستمرارية بحث الانسان عن الأفضل ، لكن هنا هذه الشخصية هي رمزللانسان الرافض الخارج عن أصالته وجذوره ، الخارج من ثوبه الأصلي الذي يعيبه ليرتدي ثوبا آخر ليس بمقاسه : " تمرّغت في شوارع الرّغبة ، سابقت الزمن بجنون ،ودون تردد راحت تبحث عن دور جديد في مسرحية الحياة والموت " انه الخروج من الذات الصغرى التي تسكن الانسان وحين تناديه الرغبة يفقد سيطرته ىعلى شهواته ورغباته وينجرف طائعا ليبحث عن زاوية أخرى وهو يدرك أنه من الممكن أن لا يصيب الهدف ومغامرته تؤدي به الى الهلاك ، الشخصية في القصة متنامية مع الأحداث ، تواصل السير بالرغم من ملاحقة اللاء وسط الزحام ، والرتابة القاتلة . تواصل لتكتشف خدعة الرغبة التي تسكن في جسد مجنون وأن كل الناس يمثلون أدوارهم على خشبة المسرح ، ليفقد المسرح جمهوره الحقيقي ، محاولة الشخصية اقتناص الفرصة لتقمّص دورا آخر في الحياة أدى بها أن تتمرّغ في وحل الزمن المرّ بعد أن " طلت وجهها بكلّ أنواع المساحيق وارتدت جميع أنواع الملابس ( فضّت بكارة المستحيل )، لكن الحلم بين أن نكون أو لا نكون يبدو انه القيد الذي يجعل الانسان عبدا وليس حرا في زمن يترهّل ، يخرج الانسان فيه من ذاته ، ويجري وراء سراب ، يلتحف العراء ويبقى عاريا من كلّ شيء حتى الأمل في أن يستقبل نهارا أفضل لكن هيهات ينام الحلم ، وينام الجسد واهنا بعد هذا العريّ ، لا مكان لحلم أكبر من الواقع . د/ عدي : بالنسبة للغة السرد ،، هي لغة السرد الشعري ، بتوظيف مفردات جميلة وبأسلوب مشوق ،، دارت الأحداث حول شخصية واحدة مركزية ، والنهاية تبقى مفتوحة للقراء بتوقعاتهم ودلالاتهم ( حلمت وحلمت وأشرق وجهها المغمّس بالرماد ) ..! استمتعت وأحييك مودتي / هيام | |
|
yara ¬» Administrator |
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 17172 عمريَ » : 26 مكآنيَ » : another world نقآطيَ » : 111041 تآريخ التسجيــل : 05/05/2008
| موضوع: رد: قراءة المبدعة الكبيرة هيام م قبلان لقصة: جنون..!! ل:عدي شتات السبت سبتمبر 04, 2010 4:49 pm | |
| شكرا لكِ .... الله يعطيكِ العافية | |
|
فارس بلا جواد الادارة العامة
جنسيَ » : مشآرگاتيَ » : 9823 عمريَ » : 55 نقآطيَ » : 101185 تآريخ التسجيــل : 02/06/2008
| موضوع: رد: قراءة المبدعة الكبيرة هيام م قبلان لقصة: جنون..!! ل:عدي شتات السبت سبتمبر 11, 2010 3:20 am | |
| الف شكر لك قراءه رائعه و مميزه جدا و تفصيل نقدي شامل | |
|